كلما أتى لاعب جديد إلى الدولة، جرت العادة على أن نسمع منه طيب الكلام والوعود حول ما سوف يجتهد ويسعى إلى تحقيقه مع فريقه الجديد، وأنه كله طموح في فرض بصمته وأن يكون أحد نجوم الموسم المتميزين، وهذا كلام جيد ولا بأس به.
ومن غير المتصور أو المتوقع أن يقول اللاعب عكسه، مثل أن إمكانياته محدودة ومتواضعة أو ما إلى ذلك، لكن من الممكن أن يكون اللاعب متواضعاً في كلامه وطموحاته مهما كانت نجوميته ومهاراته، حتى يكون أكثر حكمة ولديه خط رجعة لو لم يحالفه التوفيق في تحقيق ما كان يصبو إليه.
ما دفعني إلى هذه المقدمة هو الكلام الكبير والتصريحات الرنانة التي أدلى بها اللاعب البرازيلي أديلسون بيريرا دي ميلو، الذي تعاقد معه نادي الشباب أخيراً، بديلا لمواطنه سياو، والتي قال فيها بوضوح لا يقبل الشك أو التأويل «انتظروا بصمتي على تاريخ الشباب».
الرجل لم يكتف بأن ننتظر بصمته على الفريق فحسب، وإنما شوقنا إلى ما هو أبعد وأكبر وهو تاريخ النادي كله، وهذا أمر لم يقدر عليه إلا القلة من النجوم الأفذاذ الذين تركوا بالفعل بصمات على تاريخ الكرة في أندية الإمارات مثل بولو وكسلا وجورجي الحسن وغيرهم، والمفترض أنه يعلم حجم وقيمة وقوة اللاعب الذي يخلفه، فسياو من اللاعبين المميزين جداً.
كانت له بصمته في فريق الشباب ويتوقع أن تكون له بصمته في الأهلي الذي انتقل إليه أيضاً، ولا أعرف إن كان أديلسون يعلم أو لا يعلم أنه وضع رأسه تحت المقصلة بهذا التصريح القوي
. أصبحنا ننتظر منه التألق الدائم والبروز المتواصل مع تسجيل الأهداف في جميع المباريات، وأن نراه واحداً من أخطر اللاعبين على مرمى أي فريق، وهذه ميزة نتمناها في كل لاعب أجنبي يأتي إلى ملاعبنا باعتبارهم إضافة مهمة تسهم في الارتقاء بمستوى اللعبة وتصنيف الدوري إقليمياً وعالمياً.
صحيح أن أديلسون لم يوفق حتى الآن في تسجيل أي أهداف للشباب في مباراتيه أمام الوصل وعجمان بكأس المحترفين، وأن النادي لم يوقع معه العقد إلا لموسم واحد فقط، وهذا تصرف حكيم، لكننا نتمنى أن يكون الصيام عن التهديف حالة مؤقتة .
ربما لاختلاف الظروف والأجواء عن تجاربه الاحترافية السابقة في البرازيل وفرنسا، وأن ينجح في تغيير الصورة وإظهار قدراته الحقيقية في منافسات دوري الخليج العربي للمحترفين الذي سينطلق يوم السبت المقبل.
ولو أمكنه فعل ذلك سيكون قد أوفى بما وعد، وأفلح لأنه صدق، ونجح في وضع اسمه ضمن لائحة شرف أفضل وأبرز اللاعبين الذين مروا على كرة الإمارات، أما إذا كنت من بائعي الكلام فتأكد أن بياتك الشتوي قد يصبح في ريو دي جانيرو.
في تصريحاته لـ«البيان الرياضي» اليوم، اجتهد مروان الحل، مدير فريق الوصل لكرة الصالات، في تفسير وتحليل وتبسيط أسباب انسحاب فريقه من أول مباراتين في مسابقة كأس الاتحاد، كما حاول إبعاد الإدارة تماماً عن هذه المشكلة التي تحدث في مرحلة انتقالية ولا يمكن أن تكون مقياساً للحكم على طموحات الفريق والنادي.
وأكد أيضاً أنها حدثت لأسباب خارجة عن الإرادة ولن يكون لها وجود قريباً، وهذا ما نتمناه لفريق اشتهر بأنه صائد للبطولات، وللتأكيد لم يحدث أن اتهم أحد الإدارة بالتقصير، لكن من واقع مسؤوليتنا طالبناها بسرعة التدخل لنزع فتيل الخلافات وحل المشكلة حرصاً على مستقبل فريق عرف عنه أنه نبع بطولات.