الزيارات الميدانية التي يقوم بها حالياً معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، إلى الأندية المختارة مسرحاً لأحداث مونديال الناشئين في الفترة من 17 أكتوبر وحتى 8 نوفمبر المقبلين، جاءت في وقتها الدقيق، ومنحته الفرصة للوقوف على مستوى استعداد اللجان المسؤولة عن مختلف المجموعات.

وحجم التجهيزات الموجودة في الملاعب، بما يسمح بإجراء التعديلات الضرورية في الفترة الزمنية المتبقية على وصول المنتخبات وبدء التدريبات والمنافسات، ومن خلال التصريحات التي أدلى بها معاليه وعدد من مسؤولي اللجنة، توافرت لدي الانطباعات بوجود حالة من عدم الرضا الكامل عن كل ما يدور من عمل في هذه المواقع.

فعندما يؤكد معاليه أن الإمارات تحظى بثقة المجتمع الدولي في قدرتها على تنظيم واستضافة أكبر البطولات والأحداث العالمية، من واقع رصيدها السابق في التنظيم، ويشير إلى أن الدولة لن تقف عند هذا الحد ولديها الكثير من الطموحات لاستضافة بطولات عالمية أخرى مستقبلاً، وعندما يطالب في بعض المواقع بضرورة تفرغ العاملين في مختلف اللجان لأداء دورهم كما يجب.

وبما يحقق النتائج المرجوة، وغيرها من التصريحات التي اتسمت بالتفاوت من مكان لآخر، فهذا المشهد يدل على وجود بعض الخلل أو النقص، وضرورة تغيير المشهد بما يجعل الواقع في مستوى الطموح، خاصة وقد سخرت الدولة كل الإمكانيات من أجل دعم هذا الحدث تعزيزاً لمكتسبات المرحلة الماضية وانسجاماً مع طموحات الدولة والمكانة التي باتت عليها عالمياً.

وبناء عليه مطلوب من اللجان الستة في أبوظبي ودبي والعين والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، تكثيف الجهود في الأيام القليلة المقبلة، وفتح قنوات مباشرة ومتواصلة مع جميع العاملين لضمان تنفيذ كل جهة وكل شخص المطلوب منه وفقاً لخارطة الطريق الموضوعة من اللجنة العليا المنظمة، كان المفترض أن تسلم الأندية يوم الأحد المقبل ملاعب البطولة كاملة التجهيز للأحداث طبقاً للمواصفات والشروط الموضوعة، وذلك تمهيداً لتسليمها إلى اللجنة المنظمة بالاتحاد الدولي يوم 21 الجاري.

ولكن اجتماع اللجنة العليا المنظمة المحلية يوم الاثنين الماضي كشف عن رغبة بعض الأندية تأجيل التسليم بحيث يتم مباشرة إلى اللجنة الدولية، وذلك لعدم انتهائها من التجهيز، وهو أمر يدعو بحق للقلق بسبب انعكاساته السلبية على تقارير لجان الفيفا.

لا أريد الإسهاب في هذا الأمر الذي يدعو للأسف، لكنه أصبح واقعاً يحتم علينا التعامل معه بعقلانية ودون ضغوط، بل ويفرض على اللجنة العليا المتابعة المباشرة والدائمة مع اللجان الفرعية حتى وإن كان رؤساؤها أعضاء فيها، للتأكد من إتمام الأعمال بالجودة المطلوبة، خاصة والوقت المتاح قصير جداً وحتى لو تمت الموافقة على طلب تأجيل التسليم. ما نتمناه ألا تكون هناك أي ملاحظات سلبية من اللجنة الدولية عند تسلم الملاعب..

ونصيحتي لجميع أعضاء اللجان ألا يعولوا دائماً على رصيد ما لديهم من خبرات متراكمة من تنظيم البطولات السابقة، فرغم ما وصلنا إليه من مستوى متطور يضعنا في مصاف الدول المتقدمة جداً في هذا المجال، حتى إن كثيرين يصفون تنظيمنا بالمبهر، إلا أن هناك دائماً الجديد الذي يفرض علينا استثمار الوقت والاجتهاد من أجل التجويد.