(لا عمّر الله بدع بن يربوع/ ماريت فيه اللي يفك الصوغ).
(الصوغ)، مفردة شعبية إماراتية معناها الصّداع. أما قَصد الشاعر الشعبي أحمد بن بليد المرر، قائل هذا البيت - وهو من قصيدة طويلة له؛ إن البدع - المكان، الذي صاحبه يُكنى بـ(بن يربوع)، ليس فيه ما يشرح الصدر أو (يفك الصوغ)، أي يوقف الصداع. قفرٌ، ليس أنيساً. خالٍ من خضرة وماء ونحو ذلك من الطبيعة الجذابة، ما يجعل الجلوس فيه مملاً.
والـبدع (وجمعها بدوع)، مكان يقع في واحة ليوا، وهي غربي مدينة العين. وتعتبر عملياً مدخلاً لصحراء الربع الخالي. وليوا مكونة من عدد من واحات النخيل تسمى المحاضر (ومفردها محضر). عرفها الشريف الإدريسي بأنه (موقع زراعي). يملك هذه المحاضر زرّاع يعملون فيها صيفاً، حيث موسم (صرم) الرطب أو التمر. أي جنيه.
وذلك بالطرق التقليدية المعروفة. كما فيها عيون للماء العذب، تتوزع على طول الطريق الواصل بينها وبين ساحل البحر، حيث هنالك عدد من الموانئ (البنادر)، المعروفة للبحارة العرب، وكذلك للبدو في الظفرة.
وتمثل ليوا (قلب الظفرة)، كما أطلق عليها المستكشف البريطاني (جي بي كيلي). ويستغرق قطع المسافة بين ليوا ومدينة أبوظبي بنحو 8 أيام، على ظهور الإبل، بينما تقطعها السيارة في وفقنا الحالي بنحو 5 ساعات، أو أقل من ذلك. وليوا كما منطقة الظفرة، قديمتان، ورد ذكرهما في عدد من كتب التاريخ؛ ففي كتاب (الحدود الشرقية لشبه جزيرة العرب) لمؤلفه كيلي، ذكرها بقوله: إن هنالك طريقاً من عُمان إلى البحرين يمر بمنطقة الظفرة.
وقبل القول بأن جانباً كبيراً من المعلومات استقيتها من كتاب (الطرق الصحراوية القديمة في ليوا) لعلي بن أحمد المرر. أردت بهذه العجالة التنويه بالموضوعات المشابهة لهذا الموضوع، وهو محاولة لتدوين التاريخ الشفاهي. أردت تحفيز البحاثة والمتلقين، على البحث، مقارنةً ومقاربةً، في مرحلتي الماضي والحاضر، لتبيان حجم المعاناة التي كان يتكبدها الآباء والأجداد.