أقر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوماً سنوياً للكاتب الإماراتي للاحتفاء به وبكتاباته وبإنتاجه وليكون هذا اليوم هو 26 مايو من كل عام.

يتجلى لنا أن قرار صاحب السمو حاكم الشارقة جاء لمصلحة الكاتب الإماراتي لإعطائه فرصة لكي يبدع في مجتمعه ويبرز وينشر ويكون حيادياً في فكره، لأن هذا ما يدعو إليه سموه، ولأن الكاتب الإماراتي الشاب مستعد لدخول مرحلة جديدة من الورش والدورات التي سوف تعطى له وتؤهله لكي يصبح كاتباً مبدعاً سواءً في الشعر أو القصة أو الرواية أو الصحافة، ولا ننسى الأجواء التي تتطلب من هذا الكاتب أو هذه الكاتبة التي تجعل القلم كالسيف والتي تزرع حبها للكتابة وشغفها للاطلاع في كل لحظة وتجعل سطور الكتابة تشدو طرباً عند كل حرف.

عندما كنت طالبة في جامعة الإمارات أخذتُ أتدرب في صحيفة الخليج، وكان في تلك الفترة في القسم الثقافي الدكتور يوسف عيدابي من أحد مشرفي الصفحة، وكنت ألازمه كل صباح ومساء فقال لي: بعد عدة أيام سوف يُشهر اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات «أتريدين المجيء؟» فقلت له: أريد.

وأنا متحمسة، فكان هذا اليوم السبت الموافق 26 مايو من سنة 1984، أذكر أنني حضرت عدة اجتماعات ولكن بسبب انشغالي في الجامعة لم أكمل بعدها، وكنت أعرف أخبارهم من خلال المعارض والمنتديات والإصدارات، ولأني تخصصت في الإعلام والصحافة ولم أنقطع عن الكتابة في أي لحظة من لحظات حياتي عندما كنت في سن 13 حتى يومنا هذا فتقلبت ما بين ساحتي الصحافة والكتابة، لكن الأمومة غلبت بعد ذلك، ثم عاد الحنين إلى الكتابة لأن ما الحب إلا للحبيب الأولي.

هذه اللحظات والممارسات دعتني أن أساهم في الكتابة عن نفسي وعن أهلي وعن كل ما يدور في خاطري، ولكن القدر قد يقف حاجزاً بين الكاتب وما يحصل حول حياته ونصيبه في الدنيا، ولكن هل يقف عاجزاً أو يستمر؟ وهنا لابد للكاتب أن يستمر ويتحدى المصاعب ويقهر المستحيل، ولأن الطموح يصل إلى السماء والتحدي يصنع الإنجازات، فما بالك في الكتابة التي يتطلع إليها بالأخص إذا فقد الواحد منا بصره، وفاقد البصر دائماً يتطلع إلى أفكار كثيرة ومتشعبة ويتخيل في خيالاته أنه يبدع وأنه يستطيع أن يصل إلى القمة بكلمات لا حدود لها، ويرسم لوحة يكون قد تخيل في يوم من الأيام شكلها ليقوم الآن بترجمتها إلى الواقع في كتاباته فتعطي المعنى الحقيقي من دون زيف.