«جيتكم واحد وجيتوني جماعة..أنت منا والمصايب من هنيا.. كلكم ضدي ترى ما هي شجاعة» – حامد زيد.
تجردت مشاعر الرحمة من بعض الطلاب في إحدى المدارس، الذين سيطر عليهم العنف والرغبة في التنمر العدواني، فلقد انهالوا على زميلهم بالضرب المبرح والركلات في أغلب أنحاء جسده، حتى كادوا أن يتسببوا في قتله، لولا تدخل أحد المدرسين.
وبعد مرور يوم على هذا الهجوم القاسي، لوحظ أن حالة الطالب المتضرر سيئة للغاية، لذلك تم أخذه إلى المستشفى مباشرةً، ليتم نقله إلى العناية المركزة. فلقد كانت حالة الطالب الصحية يرثى لها، بسبب تعرضه لنزيف داخلي، وتهتك في الطحال، لذلك تم وضعه تحت المراقبة الطبية.
للأسف، لم تعد الإعلانات التوعوية والمحاضرات الخاصة بالتنمر المدرسي الموجهة لأولياء الأمور، تجدي نفعاً بالشكل المتوقع، وذلك لأننا وضعنا المُسكِّن على الجرح لنخفف من حدة التنمر، ولكننا لم نعالج عمق هذا الجرح، الذي ما زال يعاني من مضاعفاته بعض الطلاب.
«من أمِن العقوبة أساء التصرف».
نحن بحاجة أن تقوم المدارس بحماية الطلاب وتوعيتهم ووضع قوانين صارمة، إلى كل من تسول له نفسه لممارسة التنمر بالسلوكيات السيئة داخل الحرم المدرسي. بالإضافة إلى تكليف اختصاصي تربوي يقوم بوضع خطة لعلاج ظاهرة التنمر بين الطلاب في جميع المراحل العمرية، وبالأخص في مرحلة المراهقة.
لأن الطالب عادةً في هذه المرحلة يحاول بشتى الطرق إظهار رجولته أمام زملائه، بالتنمر على من هم أضعف أو أصغر منه. ويفضل أن يتم إعداد اجتماع دوري بين المعلمين، لمناقشة خطط مكافحة التنمر، الواجب اتباعها داخل الفصل والمدرسة.
أحياناً يكون تنمر الطالب له أسباب عدة، بعضها يكون بسبب ظروف أسرية عدوانية، أو قد يكون سببه الدلال الزائد من الأهل لتعويض انشغالهم المستمر. وفي كلا الحالتين، يشعر الطالب بألم داخلي، وعدم الراحة في أعماقه، تجعله يحس بالنقص، حتى وإن كان يظهر عكس ذلك، لذا، ينفِّس هذا الطالب عن نفسه من خلال التنمر على زملائه في المدرسة، حتى يشعر بقيمته.
يجب إشعار الطلاب بأهميتهم، من خلال العدل في توزيع المهام، وفقاً لقدراتهم، والإصغاء لحديثهم، وإعطائهم الاهتمام الكافي، الذي يشعرهم بأهميتهم، والحرص على التواصل المستمر بين المدرسة والبيت.
ويجب أن يقوم الاختصاصي بمساعدة أولياء الأمور في توجيه أبنائهم المتنمرين، من خلال علاج جذور المشكلة قبل تفاقمها، من خلال تنمية روح المسؤولية لديهم، بتكليفهم ببعض المهام التي يجب عليهم تحمُّل مسؤولية نتائجها. كما يستدعي تطوير مهارات الذكاء عند الطلاب، حتى تكون قوتهم الكبيرة في تفكيرهم، وليس في استخدام قوة جسمهم في إيذاء الآخرين، وذلك من شأنه أن يرسخ عندهم قيمة الصبر والجد والاجتهاد والمثابرة في تحقيق النجاح في حياتهم العلمية.
وفقاً لتقرير الطب الشرعي للمستشفى الخاصة بالطالب المعنَّف، تم التحقيق في القضية وسماع شهود الواقعة، وبناء على نتائج التحقيق، قامت المدرسة بفصل الطلاب المتنمرين. خطأ تربوي جعل الطلاب يدفعون ثمنه غالياً.