كلمتان أو صفتان أو حالتان، تجعلان من يسمعهما منذ الوهلة الأولى يتأمل متفكراً، ويبدأ بفرز ملفات برمجته ومعتقداته منذ نشأته.. من هي الأرملة ومن هي المطلقة؟ ويرسم البعض علامة ممنوع الاقتراب، احذر، ابتعد، منطقة محظورة.

سؤال يمخر عُباب بحر واسع على أمل أن يرى شاطئ الأمان، هل كلاهما ضحية مجتمع، أم وحوش خلف ستار المسميات، أم هما تلك الشخصيات التي شكلتها المسلسلات والأفلام وبثت في كل منا قصة تصنع برمجة ومعتقداً خاصاً به؛ فهي خاطفة الرجال، وهي فريسة سهلة، وهي عالة وعبء كبير وكأنها ربما ليست من البشر؟!

لا يعلمون كم تألمت وجرحت، كم من الدموع ذرفت، كم عانت لتنهض على قدميها وترسم لها طريقاً جديداً، لم يشعروا بتلك الجروح النازفة بداخلها، لم يتذوقوا مرارة وسم الكلمات التي تطعن بها من كل شيء حولها. لا يعلمون أنهم من يصنعون من الضحايا آلات تدمير ويشوهون أفكار أجيال وأجيال.

من حكم ومن قضى ومن نفذ العقوبة.. إنه بعض أفراد المجتمع الذين رسموا خطة الإعدام الفوري لها.

ولكن عفواً، فالمرأة هي المربية والمرابطة على قيمها لتربية أجيال عانقت الفضاء، هي الكاتبة والمتحدثة والشاعرة والإعلامية، هي من تحمل فوق كتفيها جبال المسؤوليات تجاه نفسها وعائلتها ومجتمعها. هي الأم والأخت والصديقة، هي لبنة أساسية لبناء كيان المجتمعات وتحدياتها وتطورها.

ورسالتي لك أنت يا من تلعبين دور الضحية، وتنجرفين وتستسلمين لضعاف النفوس، رسالتي لك يا من وضعت الغمامة أمام عينيك لتعيشي ظلمة رغم النور حولك، أنت عزيزتي صاحبة القرار وأنت صاحبة الاختيار، إن تاه المجتمع وسط أفكاره تبقى المسؤولية في يديك. فالحياة لحظة نعيشها، والماضي تجارب نتعلم منها ونتقبلها ونتسامح منها لنحيك بها مستقبلاً مشرقاً.

الأرملة والمطلقة ليست سوى حالة اجتماعية، وتجربة قد نعيشها وقد لا نعيشها، لكن الأهم أن نتعلم أخلاق التعايش مع التجارب ونحترمها لنبني مجتمعاً ذا قيم.