السعادة وسرّها المكنون، الجميع يطلب ودّه أينما كان وعند مَن يكون، شغل والناس مشغولة به، وحديث له شجونه ومتعته الخاصة في كل مجلس لا تكاد تنتهي له قصة إلا وبدأ فصل جديد منها، وليس بذلك من لوم، فصعب الحياة وتحدياتها وحملها يحتاج لما يخفف ويجلب الراحة والسرور، سر قد لا يصعب بلوغه ومطلب ليس صعباً تحقيقه، قلة هم مَن عرفوا قدر السعادة واستدلوا على دربها الصحيح، وسلكوا طريقهم إليها.
وصفات موصوفة وأموال مصروفة وجلسات منقولة ومحذوفة تلك التي يتسابق في ميدانها مدربو الإيجابية والمغردون ورواد التواصل الاجتماعي وهم كثر جادوا بكل ما لا يخطر ببال وطرحوا خطواتهم واستشاراتهم وخلاصة خبراتهم، فها هي الأعين تلازم الهاتف دقائق وساعات لتراه في اليدين وتسمع بالعجيب لعلها تحله أو تجده اللغز الفريد، ولا مفر، الفكر شارد والقلب أنهكه كثرة المتاعب حال ولن يتغير، هو صراع لا يزال يغلبنا ونغالبه، فلسفة النجاح والإيجابية ونظرياتها لا تعني عدم وجود المتاعب والمحن فهي سُنة الخلق وهي الحياة بخيرها وشرّها وحلوها ومرّها نعيشها.
بمعانيها الأجزل وأفعالها الأربع سل عن نموذج السعادة، ستجد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بوصاياه وكلماته إذا بشر سموه بخبر كأنما الدنيا كلها تستبشر ببشائره، كيف لا وهي كلمته الدائمة «أبشركم»، وهو ديدن سموه بث التفاؤل في أصعب الظروف، درس وله ناسه أن السر بين أيدينا والحل منا وفينا، والبعيد لن يغير ما لم نغيره نحن بدواخلنا، وكل الطرق لن تصل بنا إلا للوجهة التي نختارها نحن فقط.