عظم التحديات تفرض على الأمم تمام الجاهزية، والتقبل السريع للتغيير، والمبادرة بالتوجه والفكر، لتحقيق النقلات المطلوبة في الوقت المناسب، ومن هو في سباته لن يتغير، يجب البحث في الأحلام وتفاصيل الأمور للتقدم والتغيير.

وبعيداً عن الأوصاف وكثرتها، والمعاني وتعددها، مضمون الابتكار يتجلى ويكمن بتوظيف الموجود، وجعله واقعاً يحاكي الواقع، ومستقبلاً يسابق المستقبل.

منذ عام الابتكار في 2015، وكلمة الابتكار مقرونة بالاسم وفاعله، ولم تفارق الصغار والكبار هنا، فمن منا الذي لا يود أن يكون مبتكراً بفكره وإنجازه، ويشار له بالبنان.

ولكن مهلاً، فإن الفائز هو من أجاد ترسيخ هذه المفردة قولاً ومضموناً في عمله المؤسسي، والإنجازات تحكي، والمنصات تشهد قيادات لها نظرتها البعيدة، وفكرها المواكب لرؤية مكمنها «أن المستقبل ليس لمن ينتظره، إنما هو لمن يصنعه»، بذلك وجدت أفضل النماذج العالمية بميدان أعمالها، وحلقت بنجاحاتها واستحقت.

وبطبيعة الحال «كلٌ بعين نفسه يبدو ملكاً»، وليس من لوم، قد يعتقد بعضنا أنه ابتكر بإطلاقه مشروعاً وحيداً، أو بنيله شهادة عالمية، وقد يظن الآخر أن ابتكاره بتجربة أو بتفوقه على أحد منافسيه بمركز، الأمر مختلف، ويحتاج نهجاً وسياسات ومنظومة تتكامل فيها كل الأدوار.

ولأن الأول يعرف محله، انطلق سباق دولة الإمارات العربية المتحدة، لدفع عجلة التحول، ورفد القطاعات الحيوية بكامل المقومات التي تضمن وجود البيئة الحاضنة والمشجعة والداعمة للابتكار.

قواعد صلبة الأساس وضعت، وخطط طويلة الأمد رصدت، واليوم، تحتار لأي النجاحات تصفق، وعلى أيها الأضواء تسلط.

ومن هنا، تجدر الإشادة بمبادرة «تحدي الخمسين عاماً»، المصاحبة لشهر الإمارات للابتكار 2020، فرصة لطرح حلول سباقة لبناء الأعوام الخمسين المقبلة، في تحديات جوهرية، والهدف تحقيق الأهداف الطموحة بالكامل بحلول 2071.