فرصة وبعض الفرص عند الكبار غنيمة، وفيروس «كورونا» وظرفه الصعب أن بعد مرامه وطال وقته بلطف الله سيمر كأنه لم يكن ولكن درسه هو الباقي، ليست كلمات منمقة أرددها ولا جمل مرصعة أصوغها لأبث في نفسي وأنفسكم بعض الطمأنينة، فنحن اليوم أمام جائحة تتطلب المواجهة وسرعة الاستجابة فإما النصر وإما الهزيمة ولكم الخيار.
خروج دول العالم من هذا المأزق الصحي، والاقتصادي، والسياسي الذي أربك الحسابات ليس مستحيلاً، قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «هذا وقت التوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة العدو الأهم للبشرية جمعاء»، فالعالم يستطيع التغلب عليه بشكل أسرع إذا صغرت الخلافات، وتوحدت وقفة القوي مع الضعيف والغني مع الفقير، وغلب خيار المنطق الذي تستدعيه الحاجة لتجاوز هذه العقبة التي تتطلب الاحتواء والتعامل معها باحترافية عالية، ووضع بعين الاعتبار أن سلامة ومستقبل الدولة هي سلامة للأمة برمتها. إنها لحظة إعداد العدة والعمل المشترك، وتسخير القدرات والإمكانات لهزيمة التحدي الأخطر.
وإنها فرصة من ذهب لتغيير ما طال الوقت عليه ليتغير، وهي فرصة لإبراز استثمار السنوات العشر السابقة في التعلم الذكي، وفرصة ليكون غرس الابتكار في أكثر الأمور إلحاحاً، وتكريس تقنيات وحلول الثورة الصناعية الرابعة في الميدان الصحي على نحو أكبر، وفرصة لخوض غمار تجارب جديدة بحلوها ومرها في هذه المرحلة المفصلية، وهذه الظروف الاستثنائية التي لا مجال فيها إلا للاستعداد والاحتواء السريع والتعامل باحترافية عالية، وتعزيز اللحمة المجتمعية والعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة، وفرصة تتجدد معها كل لحظة منسية، وفرصة لاختبار صبر من قل صبره، وحكمة من ضاعت حكمته، وتصويب أخطاء تصارع فينا وأطباع غلبتنا، والإحساس بقيمة نِعم من كثر ما اعتدنا عليها أصبحت مجرد روتين. وأدرك بأن المحنة سينهيها إصرار وجموح الأبطال لتغيير ما لا يمكن وجعله ممكناً.