دبي من يراها يجد الريادة بحلتها وسجاياها ومكمنها يتجلى فيها، وهي بالرغم من نجاحاتها ومكانتها إلى اليوم تقول لدي المزيد، لم يشغلها تسارع العمران عن تطور الإنسان، ولم تكتفِ بالحاضر فهي في قلب المستقبل، وعندما أطلقت المبادرات والاستراتيجيات التي تضمن أن تكون الأفضل والأسعد للعيش والتعايش فقد أوفت ولم تكن تلك وعوداً وأمنيات مطروحة، بل نهج وله أساسه الراسخ برؤية قيادة عانقت القمم وفاقت الحدود.

بذلك الشوق الذي عانق الطموح، حطمت دبي جل الأرقام في قصة لا تشبهها قصة، تلك التي بدأت مع رحلة اختيار دبي لإقامة معرض إكسبو 2020 منذ عام 2013 أعدت العدة وسابقت خلالها الزمن لتصنع الفرق وتنظم الحدث الأروع عالمياً، فريق عملها كان على قدر التحدي، وبنية تحتية وإمكانات لوجستية ليس لها مضاهٍ، وتقنيات وحلول استباقية استخدمت، وموظفون ومتطوعون هم الأكفأ من حيث الخبرة والإنجاز استقطبت لتقديم التجربة الأكثر تفرداً والتي تليق بها درة العالم. العد التنازلي بدأ وهي تقول أهلاً بتواصل العقول وصنع المستقبل.

ولكن ظرف كورونا الراهن الذي تمر به مختلف الدول له كلمته وحساباته الأخرى، وأربكت معها قطاعات السياسة والاقتصاد، والصحة، والمواصلات، لتطال الأواصر الاجتماعية في العالم كله، هي جائحة فرضت ظرفها على الجميع عزلة لم تفرق بين الصغير والكبير وإلى الآن لا نكاد نرى لبارق الفرج لوحاً.

ومعرض بحجم إكسبو له جمهوره وشعبيته بين الدول يتطلب قراراً صائباً وسريعاً من اللجنة المنظمة والمكتب الدولي للمعارض. التأجيل مدة عام في ظل الوضع المتسارع قرار راجح وفرصة لمراجعة تأثيرات هذه الجائحة في كافة المناحي، فالعالم يحتاج لتعاون للخروج من التبعات.

ولا شك في أن الالتزام بتنظيم الحدث قائم ولكن الظروف شاءت جميعها ألا تلاءم. وما دام الحدث في دبي فهي قدها ومعها يزيدنا الانتظار ترقباً وتشويقاً بروح الأول التي لا تعرف الصعب ننتظر نسخة إكسبو دبي الأروع لتبهر وتلهم الأجيال.