عندما تأملت واقعنا اليوم وتمعنت بالنظر إلى نماذج تتكاثر أمام أعيننا في الداخل والخارج، لمست منها تناقضات متراكمة تسعى لنشر مبادئها المفلسة والتي هي أساس خرابها وخراب الأمم.
نعم أقصد بتلك العبارات المفلسين في الأرض، هم ثلة من الناس قد انهار لديهم الحاجز الأخلاقي فانهارت عندها كل القيم والمبادئ، فأصبحت خاويةً بلا هدف ولا طريق واضح، وإذا أفلس الشخص منا مادياً سينقذه قانون الإعسار بطريقتين بتسديد الأموال المستحقة عليه، إما بتسوية الالتزامات المالية، أو لجوء الدائن إلى الإعسار وتصفية الأموال، ولكن إن أفلس الشخص أخلاقياً ومادياً معاً، سنراه يتخبط يمنة ويسرة يتهجم على الناس ويقذفهم خدمة لمصالحه، فتنهار كل القيم والحواجز التي فقد السيطرة عليها، ويستميل في واقع أمره للشحاتة مثلاً واستجداء الغريب والحاقد.
كما شاهدناه من إفلاس الإخوان المسلمين وممن تبعوهم، وصلوا إلى مرحلة الإفلاس الحقيقي ولم يتركوا باباً إلا وطرقوه استجداء للعون على الخيانة المرة التي اقترفوها، فنجدهم تارة يقفون عند باب خيمة القذافي ليتآمروا ويطلبوا المال والخيانة فتلاقيهم التسجيلات والتسريبات بعد حين، لتكشف ذلهم ومهانتهم، وتارة أخرى نراهم لاجئين عند قطر التي تجردهم من الأخلاق وتلصق بهم القضايا والأسرار والتي لا يمكنهم الخروج منها ليبقوا تبعاً لها ولأجنداتها، وتتبعها إيران التي تضعهم في مرتبة العبيد ينفذون ما تأمرهم بهم.
ألا ترون تلك الشحاتة والإفلاس الذي لا مثيل له، لو كان بنكاً أو مصرفاً لأنقذهم برفع النسبة عليهم ليخرجوا من ذاك الإفلاس، ولكننا هنا أمام قضية أخلاقية بحتة إذا ذهبت ذهب معها الغالي والنفيس وتجردت من أية إنسانية.
ويترجمها قول الشاعر:
وِإنَما الأَمُم الأخلاق مَا بَقِيت
فإِن همُ ذَهَبت أخلاقُهْم ذَهبُوا