بهذا العنوان اختصر لكم قصة كاملة، امتدت على مدى السنوات، والغريب في ذلك أننا لم نفهمها جيداً، مع أنها كانت واضحة أمامنا، بل تلوح في الأفق عن مدى سوئها وتفاقمها، إلا أن أغلبنا لم يفهم اللعبة جيداً، ففي كل زمان ومكان تتغير المفاهيم بل تتطور، فقضيتنا اليوم دخلت عليها تحسينات كثيرة وهي جريمة «غسل الأموال»، أعلم بأنكم تعرفون تلك اللعبة القذرة إلا أن الكثير لم تصل إليه أنه استغلت في عمل مشاهير التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا».
تجرنا تلك القضية إلى أمور عديدة، أولها أن هؤلاء المشاهير لم يصلوا إلى تلك المرحلة إلا بمساهمتنا المباشرة وغير المباشرة، فلولا دعمنا لهم وسذاجة الآخرين، لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من اللعب بالنار من غسل للأموال القذرة واستنزاف العقول، بطرق غير شرعية بل فيها من الاستخفاف بالناس ومصيرهم.
القضية الأخرى التي استغلها هؤلاء الجشعون أن القوانين ما زالت فيها ثغرات استطاعوا من خلالها الاستفادة والوصول إلى مبتغاهم، وسؤالي هل ستبقى تلك القوانين تخدم هذه الفئة أم أن هناك من سيقدمها من جديد ويغلق الباب على من يستغلها؟
أمر آخر أظنه من الضرورة بمكان، هو «القدوة» وما نراه من المشاهير أنهم أضحوا قدوات لأبنائنا وبناتنا، يقلدونهم ويتبعون طريقهم، بل يشترون ما يروجونه عن ثقة بهم ولا يعلمون أنهم مستغلون مرتزقة يجرون وراء الكسب السريع والمال الوفير، فهل يعقل أن شخصاً يفتح حسابه في «سوشيال ميديا» اليوم ونراه غداً من أصحاب الملايين؟
هل هذا ما تقوم عليه الأمم أم أن هناك خللاً، وتساؤلي الأخير هل سنعيد تجربتنا الماضية، حيث قدمت البعض من مؤسساتنا مبلغ 400 ألف درهم ومسكن فاخر مع تذكرة بدرجة أولى وسيارة فارهة، أم نتعلم من هذا الدرس ونتوقف بدلاً من الاستمرار في هذا الغباء؟! إن ما يقوم به البعض هو ضحك على الذقون، واستغلال للسلطة والصلاحيات.