الكرة في ملعبكم مصطلح أكرره على الدوام، لأؤكد أنه إن لم تستغل الكرة ستكون في مصلحة الطرف الآخر، وهنا يتضح دور دولة الإمارات العربية المتحدة ومواقفها الثابتة، ومنهجها الذي يعلمه القاصي والداني، وما نراه اليوم من مواقف تاريخية إنما هي امتداد لنهج الآباء في دعمهم للقضية الفلسطينية، وطموح الشعب الفلسطيني الشقيق.
وما أعلنت عنه دولة الإمارات في تعاونها مع إسرائيل يؤكد أن الكرة في ملعب إخواننا الفلسطينيين كونها جاءت عبر شروط مهمة، أسهمت في وقف التمدد الإسرائيلي، وضم الأراضي الفلسطينية من الضفة الغربية، والذي يتيح الفرصة لتحقيق مبادرة حل الدولتين، وهنا أقول إنه عبر ذلك الموقف تضع الإمارات الكرة في ملعب إخواننا الفلسطينيين، للبدء في المفاوضات والوصول إلى نتائج قوية بدعم إماراتي مخلص، أما المزايدة التي نراها اليوم والتشدد- إن كان حقيقياً من البعض- فسيؤدي في آخر المطاف إلى خسارة الأراضي الفلسطينية، وضياع القضية بأكملها، والتي توليها الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جل اهتمامها.
ليس لدينا في دولة الإمارات أية أطماع ولا نتدخل في شؤون السلطة الفلسطينية، وإنما دورنا هو فتح الخطوط لالتقاء الطرفين في ظروف تسمح بنتائج إيجابية عبر حوار بنّاء، إضافة إلى ذلك فتح المجال لجميع المسلمين وليس الإماراتيين فقط لزيارة المسجد الأقصى، وهنا تتضح الصورة الشاملة لأهداف الإمارات والتي تصب في مصلحة المسلمين والآخرين قبل مصلحتها، وليس كما نراه من البعض في اتفاقياتهم التي تمت مسبقاً، وتصب في المصلحة الشخصية لا غير.
من يتتبع مسار القضية الفلسطينية يرى تلك المحاولات العديدة من الكثير من الجهات كالأمم المتحدة، وغيرها من الجهود الأوروبية في إقناع الإسرائيليين بوقف ضم الأراضي الفلسطينية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، في حين نرى قوة الإمارات بقيادتها الاستثنائية ذات الثقة العالية، استطاعت أن ترسم عبر ذلك الاتفاق مساراً جديداً للسلام العربي، والسلام الفلسطيني مع إسرائيل، وإيقاف مخططات كادت تعصف بالشعب الفلسطيني عنفاً ودماراً، واستبدلته الإمارات بأمل جديد.
ومرة أخرى أقول الكرة في ملعبكم الآن يا أهلنا وإخواننا الفلسطينيين، فهل ستستغلونها بإيجابية أم سيستلمها الطرف الآخر بخسارة ثقيلة وفادحة؟