في كلمته خلال حفل توقيع معاهدة السلام بين كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل، أضاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، بكلامه الذي ابتدأه بالتأكيد على الثوابت الإسلامية، أضاء الطريق الذي تأمل كل الشعوب ارتياده بحثاً عن السلام والتسامح.
اللهم أنت السلام ومنك السلام، عبارة من صميم الدين الإسلامي الحنيف، حرص سموه على أن تكون بداية كلمته، وهو يمد يده من أجل السلام، الذي آمنت به دولة الإمارات العربية المتحدة، وعملت من أجله، انطلاقاً من مبادئها السامية التي قامت عليها، وأهمها، العمل من أجل السلام في العالم، ونشر روح المحبة والتسامح بين الشعوب.
«أنت السلام ومنك السلام»، كلمات نابعة من القلب والعقل، خاطب بها سموه العالم، لا سيما المشاركين في حفل التوقيع، تمثل رسالة مفادها أن الإمارات العربية المتحدة، تستقي مواقفها من الإسلام، وستبقى المنصة التي يشع من خلالها السلام، وتلك الرسالة الأخلاقية، التي تمثلها عبر السلام.
فالخطوة الإماراتية الواعية والجريئة هذه، تأتي من دولة ذات سيادة، أثبتت أنها تعمل في إطار مصالحها الوطنية والعربية، ومن أجل التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع في المنطقة، خاصة أن أحداً لا يريد الذهاب بالمنطقة إلى مزيد من الحروب والدمار والويلات، حيث يقضي المنطق والعقل، أن تتوجه الشعوب نحو تحقيق مستقبل أفضل لأجيالها.
كما أن دولة الإمارات، خطّت سطراً جديداً في سفر التاريخ الإماراتي، كدولة محبة للسلام، تسعى لنشر ثقافة التسامح في العالم، وأن هذه الخطوة الكبيرة التي خطتها، إنما تشكل بداية المسار لمستقبل آمن وأفضل لكل شعوب المنطقة، وهو ما أثبته سمو الشيخ عبد الله بن زايد، عندما أكد أن هذا الاتفاق، سيمهد الطريق لمسار جديد لمستقبل الشرق الأوسط، لا سيما أنه يسيّد السلام على خيارات الحروب والفوضى.
أخيراً، كلمتي لمن فشلوا في تحقيق النجاح في القضية الفلسطينية، بمثل إماراتي، وهو «إذا ما طاعك الزمان طيعه»، وأعني فيه، إذا لم تنجحوا أصحاب العنتريات والخطابات الرنانة الفارغة، لا بد لكم أن تتكيفوا مع الزمان ومستجداته، وتسايروا خططاً جديدة للسلام، قد تكون أنفع لكم ولشعبكم، بدلاً من الصياح والحزن على أعتاب الماضي.