ما العلاقة بين الولاء للوطن والشغف للفكرة؟ في أحد اللقاءات مع ستيف جوبز «الساحر الإداري للعملاقة أبل» سأله المقدم: لماذا نحتاج الشغف؟ فرد جوبز: «لأنك ستواجه التحديات، ولن تستمر إلا إذا كان شغفك الداخلي جامحاً».

عند التحديات وفي لحظات الأزمات تخرج المعادن الحقيقة للإنسان. الشغف يجعلنا نستمر وينطبق ذات الأمر على مفهوم الولاء. نحن نحتاج الولاء في اللحظات العصيبة، وأما في اللحظات العادية المستقرة، فالجميع سيكون ذا ولاء.

الولاء والشغف يشتركان في أنهما مشاعر فياضة داخلية تجاه أمر معين، إن كان فكرة، أو مؤسسة، أو قائداً، أو وطناً. ولكن الولاء يزيد على الشغف بأمر هو أنه قيمة سامية مرتبطة بقيم أخرى أخلاقية. فالولاء كثيراً ما يكون مرتبطاً بقيمة الوفاء، فإذا أحسن شخص لك وساعدك في أزمة، فسيكبر ولاؤك له فيما بعد بسبب وفائك له. فكيف إذا كان الوطن وقيادته هي من أحسن إلى أهلك وأحبابك ومجتمعك ونفسك، فكيف سيكون ولاؤك له؟

متى تعلم أن ولاءك لوطنك حقيقي؟ عندما تقدم مصلحته العامة على مصلحتك الخاصة. متى تعلم أن ولاءك لقيادتك صادق؟ عندما تفديهم بنفسك وروحك من أجل العمل الذي قاموا به لوطنك ومن أجل وطنك.

لا يرى بعض من الناس لما بعد أقدامهم، فتكون نظرتهم قاصرة وقصيرة، ويقتصرون على النظر للمصلحة الآنية، والتي كثيراً ما تكون متمثلة في مصلحتهم الخاصة. وأما أصحاب الأنفس الكبيرة، فينظرون للمصلحة الكلية للمجتمع، المصلحة الكاملة للبلاد والعباد.

الولاء والوفاء قيمتان أساسيتان في الإنسان والمسلم والعربي الأصيل، وستظل هذه القيمة حاضرة في الشعب الإماراتي بدوام تمسكه بالقيم الأخلاقية، مستشعراً نعم الله عليه في الوطن المزدهر والقيادة الرشيدة.