يدخل أحمد على صفحته في الإنستغرام، فيجد منشوراً، يتناول خبراً عادياً، يلمح في التعليقات على هذا الخبر قليلاً من الحوار والنقاش، وكثيراً من الجدل والشتيمة، يتساءل أحمد: لماذا هذا السلوك «غير الحضاري» على هذا الخبر العادي؟

قد يصل أحمد إلى أسباب عدة لهذا السلوك «غير الحضاري»، ومنها أن التباعد في فضاء الإنستغرام والعالم الافتراضي يسمح للغير بأن يقول ما في ذهنه من غير تفكير، ولو كانوا أمام بعضهم البعض لاتصف أسلوبهم بالاحترام أكثر.

تساءل أحمد مرة أخرى بسؤال جديد: هل أحاول الدخول في حوار بناء رغم كل الجو المشحون، أم أحفظ نفسي وأهلي من السباب والشتيمة؟

أي عاقل سيعلم أن وقته ومزاجه أثمن من أن يضيعه على نقاش عرضي، كثيره مُؤذٍ، وقليله مُضّر، أي عاقل سيتفكر في ما بعد خوفاً على نفسه من الانجرار لهذا الأسلوب «غير الحضاري» في تداول أي فكرة ولو كانت خاطئة تماماً، ومن حسن الحظ أن أحمد عاقل.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واصفاً المجتمع الإماراتي: «مجتمعنا له شخصية متفردة، هو مجتمع يتميز بكثرة العمل، وقلة الجدل».

أحمد خرج من تصفح الإنستغرام، وبدأ العمل على شغف حياته، ومشروعه الشخصي، قد لا يدر المشروع الشخصي الكثير من المال على أحمد، ولكنه يجعله سعيداً أكثر، وراضياً عن عمله تجاه نفسه ووطنه وقيادته وربه، أحمد شاب إماراتي يحب العمل لا الجدل.. كن مثل أحمد.