ماضون وكل في هذه الدنيا يدفعه لغايته داعٍ، البعض رؤيته تسبق السبق، وعينه على أبعد النجم عازمة على صنع بصمة مسجلة، والبعض أشغله شاغل العصر بشجونه ومتغيراته وأحداثه المتلاحقة، ناهيك عن الخوض في عالم المال ومنصات التواصل الجديد، وما أدراك ما عالم المنصات، والبعض له ما له من طموحات حاضرة وغائبة، ولا يزال يبحث عن بارق الخير في كل ميدان.
وقد فاز من كان غاية مطمحه ترك أجمل الأثر في كل ركن وزمان ومكان، ناس استوطن قدرهم القلوب قبل العقول دون سر وأسباب، رافد لكل إيجاب بقربهم وتجاربهم التي ليس لها نظير، ومضرب المثل، لا تبعدهم المسافات ولا تعيقهم الحدود، معرفة تكفي في هذه الدنيا عن كل المعارف، وتعدل أعظم كنوز الأرض، يذهب ما يذهب في هذا العالم الصاخب والمفاجئ، وتبقى تلك النفوس سامية بأفعالها قبل أقوالها، بأخلاقها وشمائلها، بعطائها، بحلمها، برؤاها وأفكارها، بأهدافها وطموحاتها، بترفعها عن الصغائر، ورقيها عن السفاسف، وإكرامها لذاتها عن الخوض في التوافه.
مساحة أمل وتفاؤل وسط الحاضر باختلافاته وتنوعه وتعقيداته، بل هي دافع للنظر إلى جانب قد يغفل عنه كثر، وهو الاستثمار في العلاقات الفاعلة التي تعود نفعاً على الفرد والمجتمع، في عصر تساوت بكفته البشر أطباعاً ومواقف. والموفق دائماً من أحاط نفسه بأصحاب يقودهم فكرهم الواعي نحو الفرص اللائحة من هنا وهناك، وكسب التنافس بجهد وتصميم. والرأي عند الناس فصل، فالأعيان تبصر، والآذان تسمع، والدرس يكرر نفسه، بطالة الفكر أعظم ما يرهق المجتمعات، ويذهب الطاقات العظيمة، ويشغل العقول بغير الطموح والقمة.