تعودنا في أمثالنا الشعبية أن نقول «سحابة صيف» عندما نتفاجأ بأمر ما يتأزم ونعتقد أنه لن يؤثر طويلاً على مسار حياتنا ولا يحمل في طياته أي أخطار، وسيمر مرور الكرام، غير أن سحابة الصيف هذا العام كانت مختلفة، فقد تفاجأنا في الإمارات وأغلب دول الخليج أن هذه السحب أمطرت على غير العادة، بل وأحدثت سيولاً وجرياناً في الأودية وامتلاءً للسدود، وكانت غزيرة جداً في بعض الأحيان.

في دولة الإمارات العربية المتحدة جرت العادة أن تهطل الأمطار ما بين شهري يونيو وسبتمبر وتسمى هذه الأمطار «أمطار الروايح»، وعادة ما تتركز غالبيتها في المناطق الجبلية والأودية، فمع قدوم فصل الصيف في الإمارات، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع مصحوبة بارتفاع مستوى الرطوبة، وخلال هذه الأثناء تهطل «أمطار الروايح» في أماكن متفرقة من الدولة، خاصة الداخلية منها. وفي هذا العام انبهرنا بتقلبات الطقس الشديدة والأمطار غير المتوقعة، خصوصاً على أهلنا في المناطق الشرقية، حيث تأثرت الكثير من المنازل والمنشآت التجارية الخاصة.

غير أن ما أثلج صدورنا هو تلاحم القيادة والشعب بجميع أطيافه، مواطنين ومقيمين، ومن جميع إمارات الدولة للوقوف صفاً واحداً في تقديم يد العون للمحتاجين، في صورة مبهرة تؤكد متانة ورسوخ بنيان الاتحاد الميمون، حيث ظهرت المبادرات الإنسانية الرائعة من الأهالي كل حسب استطاعته، مقدمين رسالة إنسانية رائعة أساسها التكافل الاجتماعي والتعاضد الذي أرست أسسه القيادة الرشيدة، وتربى عليه جميع سكان الإمارات.

نسأل الله السلامة للجميع، وبارك الله في جهود الجهات المختصة جميعها، ونفخر بقوة تلاحم أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها وحرصهم على سلامة الدولة وأهلها.