مع بروز نجم سهيل، والذي كان في الـ 24 من الشهر الماضي، تظهر البشرى في أغلب دول الخليج العربي بتحسن الطقس واقتراب فصل الخريف أو كما نسميه «اصفري»، وكان آباؤنا يقولون: «برز سهيل وبرز معه اصفري»، ومن المتداول في تراث أهل البادية قولهم: «إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل ونزل على أم الحوار الويل».
ففي هذه الأيام ومنذ ظهور نجم سهيل يتساوى الليل والنهار، وبعد ذلك يطول الليل على النهار، وتبدأ أوراق الأشجار بالتساقط، والماء يبرد تدريجياً، وتصاحب هذه الأيام «رياح الكوس» و«رياح الرايحة» التي تصاحب فصل الخريف وقد تحمل أحياناً نسمات باردة، وتجعل أمواج البحر عالية ويبدأ موسم الأسماك الذي يتجمع عند شاطئ البحر بحثاً عن الدفء.
ومع قدوم هذا الفصل يبدأ موسم قطاف العديد من الثمار كالنخيل واللوز والبطيخ الأصفر ويبدأ تحسن الطقس وانخفاض درجات الحرارة من الأربعينات إلى الثلاثينات لتصل في أكتوبر إلى حدود العشرينات، لينطلق الناس في رحلة الاستمتاع بالأجواء الشتوية الباردة وتحلو رحلات البر والبحر.
هذه المعلومات توارثناها عن آبائنا وأجدادنا وعشناها صغاراً وكباراً ولا بد من التأكيد عليها لدى الأجيال القادمة، انطلاقاً من مسؤوليتنا في الحفاظ على الموروث التاريخي الذي يشكل هويتنا الثقافية، ولا شك أن الاحتفاء بهذا النجم يدخل ضمن المناسبات التراثية السنوية، وما أجمل أن يجلس الكبار مع الصغار ليطلعوهم على شيء من سحر تلك الليالي التي كانوا يرصدون فيها تنقلات النجوم وتبدلات الفصول وارتباطها بحياتهم ورزقهم ومعاشهم.