«جميع الابتكارات الضخمة هي بسيطة جداً بشكل يبعث على الدهشة»، قول نطق به الكاتب الاقتصادي الأمريكي من أصول نمساوية بيتر دراكر، الذي يعد أحد رواد علم الإدارة. هذا القول يبدو في مظهره العام عادياً، ولكن جوهره يشكل قاعدة مهمة في الإدارة والحياة، كونه يفتح عيوننا على طرق «ابتكار الحلول» وكيف يمكن لها أن تتحول إلى مهارة تساعدنا على البحث في المناطق والمساحات المجهولة، التي لا ينظر إليها أحد، وبالتالي الخروج بحلول مبتكرة لما نواجهه من تحديات في حياتنا المهنية والشخصية وحتى الاجتماعية.
«ابتكار الحلول» ليست مهارة وحسب، وإنما هي طريقة لتجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص، من خلال استثمار الإمكانات المتاحة، بطريقة تمكننا من تحسين جودة أعمالنا وطرق تفكيرنا ونظرتنا إلى الأمور. والابتكار قد يبدو من وجهة نظر البعض بأنه «التعرف على تقنيات جديدة»، ولكنه في الواقع خروج عن المألوف عبر توظيف التفكير واستغلاله في عملية التحفيز على إحداث التغيير ليس في بيئة العمل وحسب، وإنما في حياتنا الشخصية والبيئة الاجتماعية المحيطة بنا، وهو ما يحولنا إلى مصدر للطاقة الإيجابية، وإلى أناس مؤثرين في محيطنا. قد يبدو الحصول على مهارة «ابتكار الحلول» بالنسبة للبعض أمراً ليس بالهين، ولكنها في الواقع خلاف ذلك، وذلك يتأتى من خلال «التركيز» و«الإبداع» الذي يحفز العقل على إطلاق طاقاته للخروج بأفكار وتصورات جديدة.
في الإمارات مهارة «ابتكار الحلول» تجلت على الأرض، عبر مجموعة الأفكار التي تحولت إلى واقع بعد أن كانت مجرد حلم، فخطوة استكشاف الفضاء لم يكن لها أن تتم لولا إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية التعليم والإبداع، وتنمية المعارف والمهارات وتحسين الكفاءات والإمكانات واكتشاف الفرص، والأهم هو إيمانها بالشباب وبقدرتهم على ابتكار الحلول وتحويل التحديات إلى فرص، وهو ما ولد طاقة إيجابية عالية على الأرض، انعكست على توجهات الشباب وقدرتهم على ابتكار الحلول.
مسار:
تنمية المعارف وتحسين الإمكانات يساعدنا على تنمية مهارة «ابتكار الحلول»