للغة العربية مكانة أثيرة في قلوبنا، فهي لغة الأدب والبلاغة والشعر، وهي لغة العلم المقرون بنهضة تاريخية تركت بصمتها على مدى القرون والأجيال، وقبل ذلك هي لغة القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، تربينا على عشقها، ونهلنا من كنوزها صغاراً، ووقفنا على أسرارها كباراً.
لم تكن اللغات الأخرى، في جيلنا على الأقل، منافساً قوياً للغتنا الأم، بل كانت رديفاً نتقنه لنعلم لغة القوم، كما يقال، ونزداد علماً إلى علمنا، مع فصل واضح في خطابنا بين لغة العلم، ولغة التخاطب والحياة، إلا أننا أصبحنا نرى بين أولادنا من تداخلت لديه المصطلحات، وغلبت على أكثرها الكلمات الإنجليزية المعرّبة، التي يأتي بعضها ضمن سياق جملة عربية محشوة بكلمات أجنبية، لم تحافظ على مصدرها الأجنبي، كما لم تبلغ المستوى العربي، فبقيت حائرة بين لغتين.
وقد احتفلت دولة الإمارات قبل أيام باليوم العالمي للغة العربية، مؤكدة اهتمامها بالنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات، وتكريس مكانتها في المجتمع، وأطلقت في سبيل ذلك العديد من الجوائز والمبادرات والمسابقات التي تكرّس «العربية» نهجاً في حياة الأجيال، ولعل أبرزها مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتعد أكبر مشروع عربي، ومنصّة «مدرسة»، وهي منصة تعليمية إلكترونية مجانية توفّر محتوى تعليمياً متميزاً باللغة العربية في كافة مواد العلوم والرياضيات، وهي إحدى مبادرات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، فضلاً عن مبادرات ومؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، وإطلاقه مثلاً «المعجم التاريخي للغة العربية»، وغيره.
وهنا لا بد أن نقف أمام واجب حضاري، وهو أن تكثّف مناهجنا اهتمامها باللغة العربية وزيادة عشقها لدى النشء للعودة بها إلى سابق عهدها.