«أنت سيّد ما تخفيه وأسير ما تفشيه».
أفاق أحدهم من طرق الباب بشدة على باب غرفته في السكن الجامعي، ما جعله يفزع من فراشه، ويذهب مباشرةً إلى الباب، وإذا بزميله بوجهه، سكت لحظه ثم قال: «لماذا كنت تطرق الباب بقوة، هل أنت بخير؟»، أجابه «لدي بعض الأخبار التي سمعتها للتو من أحد الطلاب، وأردتُ أن أتأكد منها، هل حقاً ستعمل بعد التخرج في إحدى المؤسسات العالمية العريقة في مجال تخصصك؟».
بدا على وجه الطالب علامات التعجب والاستغراب من هذا التطفل، وعدم احترام شؤونه وأموره الخاصة، وردّ عليه بنبرة حادة «أولاً هذا الموضوع لا يستحق ردة فعلك المبالغ فيها، ثانياً أظن أنه ليس من شأنك».
الخصوصية حق إنساني، يجب الحفاظ عليه.
تعتبر الخصوصية حتماً حقاً لكل فرد، فكل إنسان له كامل الحرية في الموافقة أو الرفض، لمشاركة الآخرين التفاصيل الشخصية أو المواقف الحياتية، فخصوصية الفرد تعّد جسراً رئيساً لحرية التفكير والكلام والأفكار الخاصة التي تساعد على إدارة الحدود الاجتماعية، وحمايتها من الانتهاك والاحتكاك الاجتماعي المبالغ فيه، سواء في الحياة الواقعية، أو حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.
من المهم المحافظة على الخصوصية، والامتناع عن جلسات كشف الأسرار، كن حذراً في ما تقول، ولا تنطق الكلمات بعشوائية، حتى لا تقع في فخ الخوض في أمورك الشخصية، أو التعدي على خصوصية ومساحة الآخرين، أحياناً يستدرجك البعض في التحدث عن خصوصيات الناس، وتشويه سمعتهم، من باب الفضفضة، عليك أن ترفض هذا السلوك تماماً، وتعتذر فوراً عن استكمال الحديث.
وحتى لا تصبح أسيراً لما تفشيه، حاول قدر الإمكان ألا تتوسع في كشف تفاصيل حياتك للقاصي والداني، فليس الجميع تهمه مصلحتك، ما أجمل أن تحظى حياتك بشيء من الخصوصية والكتمان، لتضمن الحفاظ على جمال صورتك بغلاف غامض محبب إلى النفوس.