في كل عام، وفي مثل هذا الشهر، تسود دولة الإمارات أجواء الاحتفاء بـ«شهر القراءة» عنواناً على إعلاء قيمة المعرفة، وترسيخاً لأهم ركائز الحضارة وبناء الأمم، وهو بلا شك طلب العلم، الذي لن يكون إلا من باب القراءة.
والحقيقة أننا نفخر بترسيخ الدولة هذا العرف الثقافي الحضاري في المجتمع، لا سيما بين النشء، حين يعلمون، من خلال تحديد شهر كامل للاحتفاء بالقراءة والقرّاء، أن مفتاح المستقبل هو المعرفة، وكما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بقوله: «القراءة غذاء للروح وللعقل، والقرآن الكريم بدأ بـ(اقرأ).. والتاريخ يعلمنا أن صعود الحضارات وازدهار الأمم والشعوب يرتبط بالمعرفة».
وما يشعرنا أيضاً بالفخر هو مدى تجاوب أبناء الإمارات مع هذه الدعوات النبيلة لطلب العلم والقراءة والمعرفة، حتى استطاع أبناؤنا وبناتنا تحطيم الأرقام القياسية في ميدان الكتابة والعلم، ولا أدلّ على ذلك من الطالبة ابنة الإمارات «الظبي المهيري»، التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بوصفها أصغر ناشرة في العالم، وهي في عمر 7 سنوات، وذلك بعد أن باعت أكثر من ألف نسخة من كتابها الأول «كانت لدي فكرة»، وغيرها الكثير من الأمثلة الناصعة في عشق القراءة والعلم والمعرفة.
«الإمارات تقرأ»؛ لأنها ترى المستقبل بعين الطموح وقهر المستحيل وترك بصمة في شتى ميادين العلم، في شهر يتجدد بالفكر مشكلاً فرصة مثالية لتكريس ثقافة القراءة وجعلها عادة يومية لدى جميع فئات المجتمع.