العلاقات مجرد ذاكرة ومجموعة مواقف نحملها لشخص معين، إما أن تكون سطحية قائمة على جمع المعلومات والحقائق والأسئلة، وإما عميقة مبنية على المودة والحب الصادق والنصيحة ومشاركة الاهتمامات والهموم.

أحياناً يميل بعض الأشخاص لمجموعة من الأصدقاء أكثر من الوالدين، وذلك قد يكون بسبب انعدام التشارك والتراحم فيما بينهم، يكون الحب بلا شك موجود، ولكن الاشتياق والتآلف ووضع الوالدين دائماً في الصورة لأهم المستجدات في حياتهم قد لا يأخذ النصيب الأكبر.

العلاقة بين الوالدين والأبناء تبدأ من المرحلة العمرية المبكرة، وهي مهمة جداً، لأنها تضع الأساس لعلاقاتهم المستقبلية، حيث إن العلاقة الإيجابية بين الوالدين والأبناء تنمي فيهم تقدير الذات والذكاء الاجتماعي وبناء اتصال إيجابي معهم، وبالتالي تجعلهم أكثر إدراكاً لشكل علاقاتهم مع الآخرين، وطرق التعاطي معها.

في مرحلة الطفولة قد يواجه أولياء الأمور الطفل العنيد أو الغاضب، الذي قد يصبح سلوكه ثابتاً حين يصمم الطفل على رأيه، ويبدأ بتكرار السلوك السلبي، ولكن هذا الطفل يمتلك صفة ذات وجهين، أحدهما سلبي والآخر إيجابي، فإذا تم التعامل معه بطريقة إيجابية، من خلال الحنان والتوجيه الصائب، وتشجيعه على السيطرة على رود أفعاله، سيصبح شخصية ناجحة عند كبره.

لذا إذا ما أردنا تنمية وتعميق علاقة الوالدين مع الأبناء لابد من التواجد معهم قلباً وقالباً من غير الانشغال بأي أمر آخر، ومخاطبتهم حسب عقولهم ومرحلتهم العمرية، ومن المهم قضاء بعض الوقت مع الطفل، ومنحه المدة الكافية للتحدث والتعبير عما يدور داخله من دون مقاطعة أو مجادلة واحترام رغباته.

وللتمكن من صناعة علاقة عميقة وصلبة مع الأبناء يتطلب من المربي البال الطويل والتحلي بروح المثابرة والصبر والهدوء في التعامل مع الأبناء،

إذاً السؤال الذي يطرح نفسه، هل علاقتك مع أبنائك سطحية أم عميقة؟