كثيرة هي المحطات التي نتوقف عندها في حياتنا، معظمها تكون ثرية بالخبرة، التي توسع نطاق معرفتنا، وتصقل قدراتنا على التعامل مع ظروف الحياة سواء كانت شخصية أو مهنية، وتزيد من قوتنا عند المضي في خطواتنا التالية، لا سيما تلك التي تحتاج منا إلى اتخاذ قرارات صعبة، حينها تكون الرهبة عالية في النفس، ولكن تجاوز ذلك يكون أيضاً بالخبرة، ودراسة كل ما يحيط بهذه القرارات، التي يمكن من خلالها أن نحقق أهدافنا.

وبلا شك فإن لكل قرار في الحياة ظروفه الخاصة، وفي هذا السياق نجد أن لكل فرد مفهومه الخاص، فالبعض يعتبر اتخاذ القرار عملية تشاركية بين الأفراد، وهناك من يعتبرها اختيار البديل المناسب، ولعل ذلك قاد خبراء القيادة والإدارة إلى صياغة ما بات يعرف بـ«نظرية اتخاذ القرار»، التي لاقت اهتماماً واسعاً بين خبراء العمل الإداري، على اعتبار أن القرارات تمثل جزءاً أساسياً من مكونات العملية الإدارية، والعمل التنظيمي، التي عادة ما يتم فيها صناعة القرارات بدرجات متفاوتة.

وكما تشكل صناعة القرار لب العمل الإداري، فهي تمثل جوهر الحياة الشخصية والعائلية أيضاً، وهي حجر الزاوية في إدارة الحياة المهنية والشخصية، ما يجعل قراراتنا تتأثر بطبيعة البيئة، التي نعيش فيها، ومدى قدرتها على تحفيزنا وتمكيننا من تجاوز معوقات اتخاذ القرار، التي تتمثل في عدم توافر البيانات والمعلومات المطلوبة، والتردد والخوف، وشخصية صانع القرار، وهنا يجب معرفة كيفية التعامل مع هذه المعوقات، عبر معرفة وتحديد المشكلة، وجمع المعلومات الخاصة بها، وتحليلها ووضع الحلول والبدائل لها، واختيار الأنسب من بينها، ووضعها في خانة التنفيذ والمتابعة، التي تمثل الخطوة الأهم في عملية اتخاذ القرارات، لأن ذلك يتطلب معرفة حجم المخاطرة وتحديد النتائج المتوقعة، والقدرة على مواجهة التحديات، التي قد تظهر في لحظة اتخاذ القرار الصعب.

مسار:

القرارات تمثل حجر الزاوية في إدارة الحياة المهنية والشخصية