كثيرة هي التحديات التي تواجهنا في الحياة، وعديدة هي المواقف التي تعترض طريقنا، بعضها يرفعنا درجة، وأخرى تدفعنا إلى الخلف، وذلك متعلق بمدى قدرتنا على المواجهة وتقبل ما تحمله هذه المواقف من صعاب تؤثر على ذواتنا، لدرجة قد تحدث أحياناً فينا اهتزازاً داخلياً يفقدنا السيطرة على أنفسنا ويخفض مستوى ثقتنا ويقلل تقديرنا لذاتنا، عندها نكون مثل من دخل نفقاً لا نور فيه يضيء الطريق، وللخروج منه نحتاج إلى مشعل «تقدير الذات» الذي يكشف عن حقيقة النفس، ويعبر عما نمتلكه من مشاعر إيجابية وقدرات شخصية، ونظرة مشرقة للحياة.
تقدير الذات، ليس أمراً هيناً، ولكنه في الوقت نفسه ليس بالمهمة الصعبة، فكلما ارتفع منسوب التقدير كان إنتاجنا أفضل، ومشاعرنا إيجابية، وكلما تدنى التقدير كانت معاناتنا مع المشكلات أكثر، وارتباطنا بالمشاعر السلبية أكبر، ما يؤثر كثيراً على حياتنا ومسيرتنا المهنية وحتى علاقاتنا الاجتماعية.
تتفق الدراسات على أن تراجع تقدير الذات يؤثر كثيراً في تدني الثقة بالنفس إن لم يفقدها تماماً، لذا يكون العلاج السلوكي والمعرفي أضمن طريق لتجاوز هذه المرحلة، فمعرفة المواقف التي تهز الثقة بالنفس، واستغلالها جيداً سيؤدي إلى إحداث التغيير واستغلال قوة الأفكار وتحفيزها، وذلك يتطلب وعياً بنوعية الأفكار التي نحملها والآراء التي نتلقاها، وكذلك تحديد رؤيتنا لما يحيط بنا من أحداث ومواقف، وطريقة تعاملنا معها، فكلما كانت أفكارنا إيجابية زاد تقديرنا للذات، والذي يمثل مفتاح الثقة بالنفس.
ولقياس مدى تقديرنا لذاتنا يجب علينا معاينة نوعية الأفكار التي نؤمن بها، فهي البوصلة التي تكشف لنا الطريق، وتمكننا من تحديد الظروف التي أجبرتنا على تقليل تقديرنا لذاتنا، عندها يكون الاعتناء بالنفس أمراً واجباً، وذلك يبدو بمثابة وقفة إجبارية تمكننا من معرفة نوعية الأرض التي نقف عليها، وتجاوزها بكل سلاسة.
مسار:
تقدير الذات مفتاح الثقة بالنفس