علم الإدارة واسع النطاق، ويمتاز بقدرته على التغير الدائم، ومواكبة ما يشهده العالم من تطورات رقمية، كما أنه الأكثر مواءمة مع الاتجاهات الاقتصادية، التي باتت تبنى على أسس المعرفة والابتكار، وبرغم قدرة هذا العلم على التغير إلا أنه لا يزال محافظاً على قواعده، التي بني عليها، وهو ما أسهم في تمكينه من المحافظة على قدراته وتميزه.
ومعروف لدى الجميع بأن القيادة تمثل العنصر الأكثر أهمية وفاعلية، فهي تشكل محور التغيير، وهي الأكثر قدرة على تفعيل الإدارة، وتحقيق الأهداف، وزيادة مستوى الإنتاجية، والأكثر قدرة على خلق الثقافة التنظيمية داخل أروقة المؤسسات، وهو ما أدى إلى بروز ما يعرف بـ«القيادة القدوة»، التي أصبحت تشكل واحدة من أهم مبادئ الإدارة، كون التغيير عادة يكون ضمن السلوكيات والأخلاقيات والقيم، التي تأتي من رأس الهرم.
«القيادة القدوة» قاعدة أساسية في الإدارة، فمن خلالها يمكن إحداث الكثير من التغييرات في العمل الإداري، ورفع مستوى الإنتاجية، وتعزيز ولاء الموظف لمؤسسته، ولعل حكمة المهاتما غاندي، الذي قال: «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه»، وما قالته آنا ألينور روزفلت: «ليس من الإنصاف أن تطلب من الآخرين أن يفعلوا ما تنفر من أدائه بنفسك»، خير تعبير عن هذه القاعدة، فتشكيل القدوة من أسرار الإدارة الصحيحة الناجحة، التي قد يغفلها الكثير من المديرين، وهي وإن كانت وسيلة غير مباشرة إلا أنها ذات تأثير قوي، فلا يمكن لأي مدير أن يطلب النجاح من موظفيه إذا لم يكن مثالاً يحتذى به، ويتمتع بشخصية مهملة، وتتصرف بعشوائية، ولتحقيق ذلك يجب على القائد أن يكون في المقدمة دائماً، وأن يعمل على رسم الأهداف بصورة واضحة، وأن يبادر إلى تحقيقها، ما يحفز الموظفين على اتباع خطاه.
مسار:
القائد هو الذي يخلق ثقافة التغيير داخل المنظومة الإدارية.