كثير من الناس يعتقد أن استخدام الحاسوب والأجهزة اللوحية والذكية في التعلم أفضل من استخدام الأقلام والكتب والتي تعرف بالطرق التقليدية، والتي يتم تقليل قيمتها حالياً أمام المد العارم للتكنولوجيا. ومرد هذا الاعتقاد هو أن هذا العصر هو عصر الكمبيوتر، وبالتالي فإن التعلم عن طريق الحاسوب واستخدام لوحة المفاتيح أفضل بكثير من استخدام الأقلام والأوراق.

شدد الباحثون على أهمية الكتابة اليدوية كخطوة تمهيدية للتعلم. فهي تعد من العوامل المهمة في تنمية مهارات عدة، منها التنبيه، والتركيز، وتحفيز الذاكرة، وتنظيم الأفكار بشكلٍ منهجي، فضلاً عن استثارة المراكز الذهنية، وتطوير القدرات المعرفية لدى الأطفال. فالكلمات التي يكتبها الطفل بخط يده، غالباً ما يتقن تهجئتها بطريقة أفضل من تلك التي يتعلمها عبر استخدام الكمبيوتر.

كما تساعده الكتابة اليدوية على تذكر الحروف والرموز وتخيلها بطريقة أفضل، وتمكنه من تقييم البيانات ومعالجتها وتنظيمها أيضاً، مما يجعل تثبيت الأفكار والمفاهيم في ذاكرته أجدى، إن الكتابة بالقلم أفضل بكثير من استخدام الكمبيوتر ولوحة المفاتيح.

على الرغم من مزايا وعيوب التطور التكنولوجي لكننا سنجد أنفسنا وبالوقت القريب نفقد الكثير من مزايا القلم في تنمية مهارة الكتابة، ومهارة التعبير عما يجول في أذهاننا من أفكار تهمنا جميعاً، وغيرها من المهارات الذهنية، والتي أفرزت ضعفاً عاماً عند الأجيال الحالية في الكتابة والتعبير وغيرها، وهذا بالفعل ما نشهده جميعاً في المدرسة والجامعة والوظيفة.

وذلك بسبب ابتعادنا عن القلم باعتباره الأداة المسؤولة عن صناعة المصوغات الذهنية للإنسان، وهذا ما استوقف الكثير من المختصين والمهتمين والمتابعين في الشأن التربوي والأكاديمي بحديثهم الموصول عن المهارات المكتسبة والتي صنعها القلم، والتي يجب علينا جميعاً الحرص على استخدام القلم لأهميته في صناعة الأجيال، والذي لا يقل أهمية عن التقنيات التكنولوجية الحديثة.

زمن القلم لم ينتهِ، وسيظل سنداً ومتكأً لمن أدمنه وتعود عليه، قد تبدو المعركة القائمة اليوم بين لوحة المفاتيح الرقمية والأقلام، ليست أكثـر مـن تطـورٍ في قصةٍ طويلة، تشكل اللوحات الرقمية فيها أداة جديدة أخرى، سننتهي بالتعود عليها واعتمادها بشكلٍ دائم.