تذهب الفتاة إلى والديها لتخبرهما أن المعلمة لربما لا تتقبل وجودها في الفصل لأنها..، فيقاطعها الأب فجأة وهو غاضب ويشتاط غيظاً، ويخبرها بنبرة ساخطة أن هذه المقدمات معروفة، لذا يفضل أن تدخل في صلب الموضوع من دون بناء قصص وروايات خيالية، لم تتقبل الأم أسلوب الأب الهجومي، فتذهب إلى ابنتها في غرفتها على انفراد، لتستكمل حديثها، فتكتشف بعد الإنصات لها بحرص وزيارة المعلمة في وقت لاحق في المدرسة أن ما حدث بين ابنتها والمعلمة كان مجرد سوء فهم لا أكثر.
هل نستطيع أن نجبر أبناء اليوم على اتباع النهج التربوي، الذي تربينا عليه في السابق بحذافيره؟ هل من يفتخر بأنه من ضمن الأولين، الذين حرموا من الرفاهية وحقهم الطبيعي في طرح وجهات النظر، والتحاور الذكي مع الوالدين يعتبر جاهلاً ؟
«لا تربوا أولادكم كما ربّاكم آباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».
إن للأسرة دوراً مهماً في تربية الأبناء وغرس القيم والأخلاق الإيجابية، وكلا الوالدين يعتبر عماد الأسرة، لأن لهما التأثير الأول، والأهم على الأبناء منذ الصغر، فالطفل يكون ملازماً وأكثر احتكاكاً بهما، ويستمد منهما السلوك والأخلاق والقيم، ولكن المهارات الحياتية تتغير في كل زمن، لذا اليوم لا يمكننا أن نجبر الأبناء على الاستغناء تماماً عن التكنولوجيا الحديثة، ولا نستطيع أن نفرض عليهم أسلوباً وطريقة معينة للحوار واللباس، ولا حتى على طريقة التعامل مع الآخرين، ولكن بإمكاننا تمكينهم للوصول إلى الخيارات، والفرص المناسبة والمتاحة، التي تساعدهم في الوصول إلى أهدافهم.
والمدرسة أيضاً لها نصيب، ودور كبير في تربية وتعليم الأبناء، والتي تبدأ منذ نعومة أظفارهم حتى مرحلة شبابهم، فالمدرسة هي البيت الثاني، والمعلم، والمربي، والمعلمون- جزماً- لهم دور فعال في تقويم سلوك الأبناء، وترك بصمة نوعية، تسهم في تغيير وتطوير مسار حياتهم نحو الأفضل.