لم تعد حياتنا بسيطة كما كانت قبلاً، فنحن نعيش في زمن تتسابق فيه العقول على تقديم ابتكارات وأدوات نوظفها لجعل حياتنا أكثر سهولة وراحة، بعض هذه الابتكارات كانت يوماً ما حلماً، ولكنها اليوم تحولت إلى واقع، ومعها بدأت حياتنا بالتغير الذي يفرض علينا التكيف معه، ومع الظروف المحيطة بنا، وهو ما يكسبنا خبرات وسلوكيات جديدة، تساعدنا على تقبل التغيير في الحياة ما يمكننا من النجاح وتحقيق أهدافنا وطموحاتنا المختلفة.
والتكيف هو عملية ديناميكية مستمرة، الهدف منها هو إحداث التوازن بين الفرد وبيئته، لذا التعامل مع متغيرات الحياة عموماً والتكيف معها يتطلبان فهم الواقع وتقبله، كما هو حتى في ظل الظروف القاسية التي تحفزنا على التفكير في إيجاد وسائل وحلول تمكننا من مواجهة هذه الظروف.
كما يتطلب ذلك أن نتعلم من التجارب السابقة وإدراك أن الفشل هو الخطوة الأولى على طريق النجاح، فالتجارب عادة ما تحمل لنا الكثير من الخبرة التي تعيننا على التعامل مع المتغيرات التي تشهدها حياتنا المهنية وحتى الشخصية، وبالتالي تكييف سلوكياتنا معها.
ولتسهيل عمليات التكيف علينا أيضاً استثمار الفرص المتاحة، لا سيما وإننا نعيش في عصر السرعة، وبالتالي فإن معايير العمل تتبدل باستمرار وتصبح المنافسة في أعلى مستوياتها، وللاستفادة من ذلك يجب على الفرد امتلاك الأدوات اللازمة التي تساعده على مواجهة المنافسة والتكيف مع المتغيرات التي تفرضها الحياة المهنية في كافة المجالات.
ومن بين هذه الأدوات القدرة على التخلص من الخوف الذي يجعل الفرد في حالة دائمة من القلق والتوتر، وهو ما يجبره على الركون إلى «منطقة الراحة» وعدم الخروج منها لخلق واقع أفضل. في عملية التكيف يجب علينا عدم إهمال التفاؤل الذي يساعد الفرد على رفع ثقته بنفسه، وعدم البحث عن المثالية فذلك يصيب النفس بالإرهاق والإحباط.
مسار:
التعامل مع متغيرات الحياة والتكيف معها يتطلبان فهم الواقع وتقبله.