«انظر إلى نصف الكأس الممتلئ» حكمة رافقتنا عبر الزمن، نستعيدها كلما لاحت بوادر السلبية في الأفق، وكلما وصل الإحباط إلى حدود معينة، وطبيعة ردة فعل الفرد على هذه الحكمة يحدد طبيعة تفكيره ونظرته إلى الحياة، وطريقة تعامله مع مختلف الأمور.

فكلما اقتربت ردة الفعل من النصف الممتلئ بدا التفكير إيجابياً، وأكثر استقراراً، والعكس صحيح. من خلال هذه الحكمة نتبين أن التفكير الإيجابي هو حالة ذهنية، يمكن لأي شخص أن يكتسبها، إذا قرر ذلك بكامل إرادته، ولكنها حالة تحتاج إلى تركيز عال، ما يجعل هذا التفكير بمثابة رؤية منطقية لكيفية استخراج أفضل ما في الحياة.

والتفكير الإيجابي لا يعني تجاهل مواقف الحياة المزعجة، وإنما تحديد طرق التعامل مع هذه المواقف بصورة أكثر إيجابية وإنتاجية، وعدم افتراض حدوث الأسوأ، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى تدفق الأفكار، من خلال الاستماع إلى الصوت الداخلي فينا، الذي يمثل بوابة الأفكار، التي تجري في رؤوسنا، وجلها يكون تلقائياً، وبعضها يكون إيجابياً، والآخر يكون سلبياً.

ولكن علينا أن ندرك أن الحديث مع النفس والاستماع إلى دواخلنا ليس جنوناً أو مرضاً، وإنما هو خطوة مهمة للغاية لمعرفة نوعية الأفكار، التي ينتجها العقل، حيث بعضها يكون مبنياً على مفاهيم مختلفة قد تكون خطأ، وتشكلت نتيجة النقص في المعلومة أو توقعات ناتجة عن أفكار مسبقة، وهذا ما يحدد طبيعة ردة الفعل تجاه ما نمر به من مواقف أو فرص مختلفة.

معظم الدراسات تشير إلى أن التفكير الإيجابي من شأنه أن يخفف التوتر، ويقلل معدلات الاكتئاب، ويوفر مناعة ضد الأمراض، بسبب ارتفاع نسبة التفاؤل، وهو ما يحفزنا إلى تعلم مهارات تحويل التفكير السلبي إلى إيجابي، حيث يمكننا جميعاً إتقانها، عبر اتباع خطوات عديدة، لعل أبرزها تقييم النفس بشفافية، والانفتاح وتحديد الأهداف، والحديث الإيجابي الدائم.

مسار:

التفكير الإيجابي بحاجة إلى عقل متفتح ومستعد لتقبل كل الاحتمالات