كم هي النوافذ متنفس للحياة من معكرات شتى يعيشها الإنسان في حياته، هي أكسجين لرئة تكاد تختنق من غبار أعدم الرؤية وأسقطك طريح المكان، فانهض وافتح نافذة من الحياة هروباً من واقع خلّف فيك أمراضاً وأنهك قواك، امنح نفسك فرصة جديدة للحياة بعد فترة كادت تضع فيها نقطة النهاية، فلا تيأس من روح الله وأنت مؤمن بالأقدار وافتح كتاب الله لترى النور من تلك النافذة يتسلل إلى قلبك قبل عينيك، ووجهك ينبسط تعبيراً لدواخلك التي انطفأت بها نيران أفحمت مشاعرك، استلهم من الآيات وكرر منها آيات الشفاء وامنح نفسك تلك الروحانية، وقد تكون الطبيعة نافذة أخرى في جوانب حياتك افتحها على مصراعيها وكأنك تحتاج لتفتحها أن تجهز نفسك وروحك إلى الترحال والسفر في رحاب أرض الله الواسعة، لتتعمق في التأمل والغوص في جمالياتها وكأنك تستشفي من مرض عضال طال بك أزماناً.
وعدد في ذاك المكان معطيات الحياة لك من مناظر وتضاريس، واخلد في سباتها وأنت تغذي بصرك وإحساسك ومشاعر تكاد تكون انهارت، لتنسجها من جديد في لوحة ربانية وابصم في نهايتها توقيعك لتكون ذكريات لافتة في ألبوم العمر، عد من جديد وكأنك تجددت فيك خلايا لتستعد لبقية عمرك بمزاج صحي وعمر شبابي وكأنك زهرة سقيتها بماء الذهب لتشرق للحياة من جديد، نوافذ الحياة كثيرة فلا تحبس نفسك في مكانك المظلم، اطلع على النافذة التي تناسبك لكل وقت أو مرحلة أو ظرف، اركض وأحياناً امشِ وكأنك تطرح عن نفسك أثقالاً من هموم تتساقط، وتنزاح عن صدرك غمامة حزن تنجلي بصلاتك وأذكارك وتسبيحك بكرة وأصيلا، استرخِ في ماء بارد لتطفئ حرارة لفحتك من شيطان الإنس والجن واستلذ عذوبة الماء، مساج لمشاعر ترهلت واكتئاب أفقدك معنى الاستمتاع بالحياة، أنت فقط تحتاج لفتح نافذة لتستعد للحياة من جديد، فلا تقف حائراً ولا تستسلم لما أصابك، العمر مرة والحياة نعمة فلا تنسِ نصيبك من الدنيا.