تمر أيامنا سريعاً دون أن نشعر بلحظاتها الجميلة التي تطل فجأة ضمن شريط ذكرياتنا، حينها نسأل أنفسنا إن كنا قد استمتعنا فعلاً بهذه اللحظات. ومرد ذلك يكون نتيجة انغماسنا في التفكير بالماضي وتركيزنا في التخطيط للمستقبل، وهو ما يفقدنا الإحساس بحاضرنا، ويسمح للقلق والتوتر بالتدفق والسيطرة على عقولنا، ما يعيق قدرتنا على الوصول لأهدافنا، وحينها نبدأ بالبحث عن طرق تخلصنا من هذه الحالة، والطريق الأمثل لذلك يمر من خلال ممارسة «اليقظة الذهنية» التي تمكننا من تحقيق الاستقرار في حياتنا العملية والشخصية.

مصطلح «اليقظة الذهنية» ليس غريباً، حيث بدأ نجمه يلمع في فضاء العالم خلال السنوات الأخيرة، ويعرفه الخبراء على أنه حالة طبيعية تشكل مفتاح تواجدنا في الحاضر، وتمكننا من المحافظة على يقظتنا الفكرية والعاطفية دون أن نثقل كاهلنا بما يحصل في محيطنا الشخصي والاجتماعي، ومن أجل الدخول بهذه الحالة نحتاج إلى الإصغاء لأنفسنا وملاحظة مشاعرنا وتفاصيل كل ما نراه ونسمعه ونشمه، وهو ما يولد لدينا أفكاراً إيجابية تسهم في تطوير مهاراتنا وحياتنا.

تمتلك «اليقظة الذهنية» القدرة على تقليل استجابة الجسم للتوتر، وتغيير نشاط الدماغ لا سيما في المناطق المرتبطة بتنظيم الانتباه والعاطفة، وبذلك نصبح أقل عرضة للتفاعل مع الأفكار السلبية والاستغراق في التفكير فيها، كما تقلل من ردود الفعل العاطفية غير المفيدة في أوقات التوتر والضغط، وهو ما يكسبنا قدرة التركيز في حاضرنا.

أهمية ممارسة «اليقظة الذهنية» تكمن في منحنا قدرة التأمل في كافة الأفكار التي تمر في عقولنا واختيار الأفضل منها، إلى جانب التركيز بما تشعر به أجسادنا، وهو ما يمكننا من قياس مدى تأثير هذه الأفكار والمشاعر علينا، ومعرفة قدرتنا على مواجهة الضغوط والتحديات التي تعترض حياتنا العملية والشخصية.

مسار:

«اليقظة الذهنية» تساعدنا على التركيز في لحظاتنا الحالية والاستماع إلى أنفسنا.