اجتهدت إحدى السيدات في جميع مراحلها الدراسية وكانت بالفعل متفوقة، وتبعتها السنوات الوظيفية التي كان يشار لها بالبنان لتميزها الفائق الذي كان يشهد لها كل من تعامل وعمل معها.
ولكن بعد سنوات شاءت الأقدار أن تنتقل للعمل في وظيفة ممتازة جداً من حيث السمعة والمكان ولكن للأسف بيئة العمل كانت غير صحية، لذا بذلت كل الجهود لتحافظ على هذه الوظيفة بالرغم من أن كل الأحداث المنفرة والتعامل السيئ كان يلوح لها بضرورة الرحيل، ولكنها ظلت تصارع وبقوة كل التحديات وتتجاهل جميع الرسائل السابقة التي نبهتها منذ البداية بضرورة الرحيل.
في الواقع، أغلب الذين يتجرعون الألم ويتمسكون بالأمور التي أصبحت شبه مستحيلة هو بسبب خوفهم من سوداوية المستقبل وتلاشي الفرص في حين بعض الأفراد بإمكانهم إيجاد جميع الفرص مهما اشتدت بهم الظروف.
وذلك بسبب ثقتهم الكبيرة بأنفسهم واجتهادهم. لقد خلق الإنسان كريماً، ولم يخلق ليذل نفسه لأحد أو لأي شيء، ولكننا نجد البعض يحطم نفسه ويجلد ذاته أو يتسول العاطفة إما بسبب وظيفة أو بعض العلاقات التي استنزفت جميع طاقاته وأفقدته بريقه الداخلي وثقته بنفسه حتى يحصل على الرزق والقبول بين الناس.
ترك العمل هو قرار قد يكون من الصعب اتخاذه، وتغيير تعاملك مع بعض الأصدقاء أو تركهم قد يشعرك بالحزن والاستياء العارم ولكن بعض القرارات رغم شدتها وصعوبتها إلا أنها تحمل بين طياتها الخير الكثير الذي سيغمرك بالرضا وينقلك إلى عالم أجمل وأفضل، تيقن تماماً أنه مهما تعسرت أمورك في الحياة وزادت مرارة الحال والظروف، ستجد أن هناك أبواباً كثيرة من شأنها أن تغمرك باليسر والفرح والسعادة وراحة البال.