الامتنان يحوّل الأيام العاديّة إلى أعياد، والأعمال الروتينيّة إلى مسرة، ويغيّر الفرص إلى معجزات استثنائية.
شاهد أحد رجال الأعمال مقطعاً لصديقه في إحدى منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان يبدو عليه الرضا التام والفرح البالغ لتمكنه من شراء طائرة خاصة، وبدأ يردد بنبرة استياء أنه يتمنى لو كان بإمكانه امتلاك طائرته الخاصة أيضاً، ويؤكد أن صديقه بالفعل محظوظ، فيرد عليه سائقه مباشرة أنه لا يظن أن وضعه سيئ.
وفجأة يطرق أحدهم نافذة السيارة ويقول له بانبهار إنه بالفعل سعيد الحظ لامتلاكه هذه السيارة الحصرية وباهظة الثمن، هي حتماً سيارة أحلامه ثم يكمل المسير متوجهاً إلى سيارته.
ويجد شخصاً آخر في الطريق يشكو لإحدى السيدات من دراجته التي سئم من قيادتها كلّ يوم، فلقد تسببت في إنهاكه، وحين أخبرته السيدة بضرورة تغيير نظرته للأمور وتقدير النعم، لاحظ أنها من أصحاب الهمم وتستخدم الكرسي المتحرك، فشعر بالإحراج وبدأ بالاعتذار، كانت تلك السيدة مبتسمة وراضية وممتنة لما تملكه حتى ولو كان يبدو وضعها للبعض حرماناً وأسى، فهي على الأقل كما قالت تملك يدين وهذا بحد ذاته نعمة.
إذاً الامتنان هو أن تعيش مدركاً لقيمة ما تملك، فتنظر له بعين الحب والرضا من دون أية ازدراء.
والشخص الأكثر حظاً في الحياة هو الذي يقدّر ويحمد الخالق سبحانه وتعالى على الموجود من النعم، ولا يوجه أنظاره لما عند الناس، لأنهم قد يظهرون أجمل وأفضل ما عندهم، ولكن قد يخفون الحقيقة المرّة من الألم والمعاناة الجسدية أو النفسية.
لذا حاول ألا تحكم دائماً على الظاهر الذي يعجبك فقد تكون في حياة بعض الأشخاص أمور أخرى خفية لو علمتها لتغير حكمك عليها، وتيقن تماماً أن الطريق للسعادة والرضا هو جزماً الامتنان وتقدير ما تملكه.