لا تقاس الدول ببنائها وثرواتها، وإنما بقدر اهتمامها بالإنسان، الذي يشكل أساس المجتمع وجوهر التنمية، ويمثل الجزء الأكبر في دورة حياة الحضارات، لما يمتلكه من قدرة عالية على إحداث التطوير، وتحقيق القفزات النوعية في كافة المجالات، وبناء الإنسان يقوم بالأساس على شخصيته وتربيته، وقيمه وأخلاقه ومعارفه وعلومه، فالعلم مقرون بالمسؤولية، وهو أساس البناء.

ورحلة بناء الإنسان لا تتوقف أبداً، والاستثمار به يُعد «الأعظم فائدة والأكثر عائداً»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي طالما آمن بضرورة الاستثمار في الإنسان، وتمكينه وتحفيزه على إطلاق العنان لمواهبه وقدراته، وتهيئة البيئة الملائمة التي تشجعه على التعبير عن ذاته وأفكاره وتطلعاته وأحلامه، التي تتحول مع مرور الوقت إلى مصدر إلهام وإشعاع يضيء الطريق أمام الحضارات والأجيال القادمة.

وكما لا تتوقف حركة النمو في الإمارات، تستمر عملية الاستثمار في الإنسان، ما يمثل مؤشراً على طريقتها في التفكير خارج الصندوق، حيث مثّل إعداد الكوادر القادرة على ريادة مسيرة التطوير، هدفاً تصدّر أولويات العمل الوطني منذ بدايات الدولة، وواكب إرساء اللبنات الأولى للاتحاد، انطلاقاً من قناعة قيادتنا الحكيمة بضرورة إعداد جيل قيادي، يكون قادراً على بناء الدولة، والانطلاق بها نحو المستقبل والمراكز الأولى.

وفي رحلة عبورها من قلب الصحراء إلى مدارج التقدم على جسر التنمية الشاملة، تمسكت الإمارات بهويتها، وحافظت على انتمائها العربي والإسلامي، وتراثها وثقافتها، واهتمت ببناء الإنسان، وسجل قيادتنا حافل بالإنجازات، خاصة في ما يتعلق بتطور أفراد المجتمع، وهو ما نلتمسه في برامج التنمية والرفاه، واستراتيجية جودة الحياة، ما رسخ مكانة الدولة على الخريطة العالمية، وجعل منها وجهة يقصدها الجميع من حول العالم، من أجل العمل والعيش والترفيه.

مسار:

دولة الإمارات ستبقى نموذجاً يحتذى في البناء والتطور والاستثمار بالإنسان