الأمور المؤجلة هي أمور قد تتأخر فيها، أو لا تبدأ بها أبداً، ومع مرور الأيام، تبدأ تدريجياً بإضاعة الوقت في أمور فارغة، أو لا قيمة لها، إما تكاسلاً منك أو تردداً، فتشعر تلقائياً أنك قد ظلمت نفسك، وساهمت في تراجعك للوراء.
كم هي المرات التي بدأت فيها بالتخطيط لإنجاز بعض المهام والأهداف التي توّد إتمامها وتحقيقها على أكمل وجه، ولكنها للأسف لم ترَ النور، أنت لم تبدأ حتى العمل عليها من الأساس، رغبة منك في تخصيص وإيجاد الوقت المناسب لإنجازها، وتمر الأيام والأسابيع والشهور متسارعة، ويمضي الوقت والعمر سريعاً، وأنت لا تزال منتظراً، أو بالأحرى، باحثاً عن ذلك الوقت المناسب الذي لم يأتِ بعد.
للأسف، تضيع الكثير من الفرص بسبب التهاون في تحقيق الأهداف، أو التسويف، بسبب عدم الرغبة في المخاطرة وتجربة ما هو جديد. ولكن في الواقع، بعض الفرص لا تعوّض، فأحياناً تأتيك الفرص الاستثنائية في أنسب وقت، بوجود أشخاص قد يكونون بالفعل داعمين لمسيرتك، ولكن حين تستسلم لتيارات الإحباطات والأفكار السلبية، التي قد تغزو عالمك عنوةً، لأي سبب كان، تكون قد دمرت جميع ما خططت لإنجازه، أما تأجيل المهام والأعمال المهمة، حتى تتمكن من إيجاد الوقت المناسب، فهذا الوقت لن يأتي، بدون أن تحدد التوقيت، وتصر على البدء به.
إذن، لا تنتظر، واستغل الفرص المتاحة، فالحياة تمضي، والظروف تتغير، وما كان بإمكانك استغلاله وتحقيقه بالأمس، قد يصبح اليوم بعيداً جداً وصعب المنال.
تأكد تماماً أنه لن يأتي الوقت المناسب لتحقيق الأهداف المرجوة، ما لم تصنعه بجهدك، فكم ضيّعت من سنوات عمرك، وأنت تنتظر الوقت الأنسب، ومع مرور الأيام، تلاحظ أن الهمة قد تبخرت، وجميع محاولاتك ذهبت سدى، لذلك، لا تؤجل وتكثر من التسويف، بل حاول أن تعقد النية، وتبدأ بكل حماسك وقوتك، ابتداءً من اليوم.