تحت عنوان «كيفية التعلم» يمكن لأحدنا الحديث عن تجربته الشخصية مع طرق التعلم التي اتبعها في حياته، لفهم موضوعات محددة ومهمة، وكان خلال ذلك يستبدل بعض تلك الطرق المتبعة كلما شعر بأن الضرورة تستوجب ذلك. أحد أشهر الكتاب في مجال التعلم والقيادة، «فريدريك ارناندر» قال: «إن المدهش في البشر هو قدرتهم على التفكير في كيفية التفكير».
وجملة «التفكير في كيفية التفكير» لكي يفهم المرء المقصود بها عليه أن يتذكر موضوع التعلم وطرقه ولا يخرج من نطاقه، ثم يسأل نفسه: أي الطرق يتبعها في التعلم؟ هل يتعلم عن طريق الفعل أم النقاش أم القراءة والتفكير أم التأمل أم السفر أم الاستماع أم المشاهدة أم بطريقة أخرى؟ فريدريك يجيب عن نفسه، قائلاً إنه شخصياً تعلم عن طريق الممارسة، وتحليل النتائج، والتخيل. ورغم ذلك يعترف بأنه ارتكب الكثير من الأخطاء في حياته، ويتمنى أن يكون قد تعلم منها،
ويضرب مثلاً للتطبيق العملي، بكيف فكر ثم كتب ما التزم به، فماذا كتب؟
في العودة إلى فريدرك نجده قد كتب في ورقة أمامه الجملة التالية: «السيطرة على الرسائل الإلكترونية الغاضبة»، محاولاً بذلك تسليط الضوء على ما سماه «مصيدة الغضب والإحباط واستهلاك الطاقة»، وكم منا قد عانى من هذه الرسائل الغاضبة؟ التي إن بادلتها بردود غاضبة نزلت إلى مستوى المرسل، وناصفته الخسران المبين، فبددت الطاقة والوقت وحماسة العمل.
أما الطريقة التي استخدمها فهي من البساطة، بحيث تجعل الإنسان يشك بجدواها، لكنه كتب عن نتيجتها الإيجابية كثيراً. يقول: كنت في أي وقت تصلني فيه رسالة إلكترونية محملة بالمشاكل والحوار غير البناء أتذكر جملتي: «السيطرة على الرسائل الغاضبة»، فوجدتني بعدها أتصرف بشكل أكثر ذكاء وحكمة، وأستطيع الآن تقدير أن التصرف البسيط كهذا، وفر علي مئات الساعات، وأطناناً من الطاقة الضائقة.
أليس في التجربة الشخصية أمثال مشابهة؟ بلى، في المقال المقبل.