الأطفال هم هبة من الخالق جل في علاه التي وهبها لنا، وهم أمانة لا بد أن نحافظ عليها، هم بلا شك استمرارية الحياة وجيل المستقبل، وما نغرسه فيهم في المراحل العمرية المبكرة اليوم سنجني ثماره في الغد. هذا الغرس بلا أدنى شك يسهم في صقل مهاراتهم وشخصياتهم وطبائعهم النفسية والسلوكية، وهو ما يمكنهم من مواجهة الحياة والتعامل مع المتغيرات والأحداث السريعة في عالمنا اليوم.
الاهتمام بتطوير مهارات الأبناء العاطفية والاجتماعية له دور كبير ومهم في تنمية مهاراتهم وتزويدهم بمخزون إيجابي متنوع وغزير يمكنهم من تجاوز مراحل الحياة بقدر كبير من النجاح والتميز. لقد أثبتت الدراسات أن نسبة نجاح وتفوق الطفل الذي يتمتع بذكاء عاطفي «EQ» أكبر بكثير من الطفل الذي يتمتع بذكاء معرفي «IQ» من دون الذكاء العاطفي، علماً بأن الأطفال الأذكياء عاطفياً يتقدمون ويصلون إلى أعلى المراتب ويحققون نجاحات كبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني.
إذاً ما هو الذكاء العاطفي والاجتماعي؟ ومتى يتم غرسهما في الأبناء؟
الذكاء العاطفي هو قدرة الطفل على فهم مشاعره وإدارتها، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، أما الذكاء الاجتماعي فهو يكمن في قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، وتكوين علاقات صحية، والتمكن من معرفة السلوكيات الاجتماعية المناسبة في كل موقف، ومن المهم البدء في تعليمهما الأبناء وتعزيز تلك السلوكيات فيهم منذ الصغر.
ينبغي غرس الذكاء العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال في السنوات الخمس الأولى التي من خلالها يتدرب على معرفة الذات وماهية المشاعر والأحاسيس الداخلية، واكتساب القدرة على التعامل معها، إضافة إلى ضبط النفس ومعرفة كيفية التصرف عند مواجهة أية مشاعر إيجابية أو سلبية. حاول دائماً أن تحتوي الطفل، ولا تستهن بمشاعره وتشعره بأنه يبالغ فيها، فبحكم مرحلته العمرية هي بالنسبة له حتماً مصيرية، لذا تعاطف معه بحب وتفاعل بإيجابية مع اهتماماته لتتمكن من المحافظة على توازنه النفسي والعاطفي.