يشكل شهر رمضان دافعاً قوياً للكثيرين لتصفية القلوب وإزالة المشاحنات التي قد تعكر صفو بعض العلاقات، مما يبدد مشاعر الحب والألفة والرحمة، فتفقد العلاقات المميزة بريقها وتصبح باهتة ومتباعدة.

هذا العام، تتزامن مبادرة «عام المجتمع» مع الشهر الفضيل، لتعزز التلاحم الاجتماعي والمسؤولية المشتركة بين الأفراد، فتكون نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر ترابطاً.

شهر رمضان هو بلا شك فرصة مثالية لتجسيد مبادئ «عام المجتمع» على أرض الواقع، حيث تتجلى قيم العطاء، التعاون، والتكافل الاجتماعي في أجمل صورها. كما يُحيي الشهر الفضيل القيم الإماراتية الأصيلة من خلال تعزيز المجالس الرمضانية، التي تسهم في تجديد التواصل الفعال بين الأجيال وتعزيز الروابط الأسرية من خلال الزيارات واللقاءات العائلية.

يعلمنا شهر رمضان الصبر والالتزام والانضباط، مما يجعله فرصة مثالية لاستثمار هذه القيم عبر تحقيق التوازن بين العبادة والعمل، وتعزيز مهارات إدارة الوقت والانضباط. ويمكن استغلال هذا الشهر لوضع أسس لروتين أكثر إنتاجية وفاعلية بعده، من خلال الالتزام بجدول يومي أو أسبوعي منظم، وتحسين مهارات التخطيط الشخصي والمهني عبر حضور دورات تدريبية يقدمها مختصون في مجال إدارة الأهداف.

بلا شك، لا ينبغي أن يقتصر هذا العطاء الاستثنائي على رمضان، بل يجب أن يصبح أسلوب حياة، مما يسهم في دعم مشاريع الأسر المتعففة، وتنظيم حملات توعية حول الاستدامة في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية.

قدسية هذا الشهر الفضيل تعلمنا أهمية التسامح والعطاء، حيث ترفع فيه الدرجات، وتغفر السيئات، وتكتب فيه البركة والقبول بين الناس. كما أن هذا الشهر يمثل نقطة انطلاق نحو ممارسات وعادات أفضل. وتزامن رمضان 2025 مع «عام المجتمع» يشكل بلا شك منصة انطلاق نحو مجتمع أكثر تعاوناً، صحة، وعطاءً.