نعيش في عصر تكثر فيه الأعذار والمبررات، حيث يسهل على الإنسان تبرير تقاعسه عن العمل والسعي نحو أهدافه بحجج واهية، مثل صعوبة الظروف، قلة الموارد، أو مشاغل الحياة اليومية، لكن عندما نلقي نظرة على قصص صناع الأمل لعام 2025، ندرك أن الإنجاز لا يعتمد على ظروف مثالية، بل على الإرادة الصلبة، والعمل الدؤوب، والإيمان بأن المستحيل لا وجود له في قاموس الناجحين.
اليوم، هناك بالفعل شخصيات ملهمة واجهت تحديات كبيرة ومرت بظروف صعبة للغاية، لكنها لم تستسلم أو تفقد الأمل، بل بذلت جهوداً استثنائية لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعها وفي العالم أجمع.
فقد توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المغربي أحمد زينون بلقب صانع الأمل الأول في الوطن العربي لعام 2025، تقديراً لجهوده في حماية «أطفال القمر» من الإصابة بالسرطان.
وأسس جمعية صوت القمر التي تُعنى بعلاج الأطفال المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ، أو ما يُعرف بـ«أطفال القمر»، وهو مرض يسبب حساسية مفرطة لدى المصابين عند تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية.
وللأسف، فقد عدد كبير من الأطفال حياتهم بسبب هذا المرض، رغم جهود أحمد زينون وتعاون بعض المتبرعين. وهذا ما دفعه إلى البحث عن وسائل وآليات جديدة تسهم في دعم هؤلاء المرضى، وجمع التبرعات اللازمة لمساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
إذاً، الدرس المستفاد هو أهمية عدم فقدان الأمل أو تقديم الأعذار، وعدم إفساح المجال للكسل أو التراجع عن بناء مستقبلك، مهما كانت الظروف التي تمر بها. فالنجاح لا يكون من نصيب من يبرر تقاعسه باستمرار أو يستسلم بسهولة من أول عقبة في منتصف الطريق، بل لمن يتحرك باستمرار ويبذل الجهود بكل إصرار وعزيمة.