كم صادفنا أناساً نعرفهم، سواء من الأقارب أو الصديقات أو زميلات العمل، أو نحوهم، من تشاهدهم وكأن على كاهلهم هموم الدنيا بأسرها، بل البعض يخيل لك أنه قد نزلت به مصيبة، أو حلت عليه كارثة، من هول التجهم والغضب والحيرة التي تتلبسه، وعندما تسأل عن سبب كل هذا الهم، تتفاجأ بأن السبب متواضع، ولا يستحق كل هذا التجهم والحيرة والغرق في التفكير المصحوب بالقلق.
لكن هذا واقع، ونشاهده يومياً، بطريقة أو أخرى، بل إن البعض عندما يتحدث عن مشكلة ألمّت به، تجده يتحدث وكأن المصيبة لم يسبقه لها أحد من الناس، من كلمات التهويل التي يقولها، والجمل التي يضخم بها الأمور، بل إن البعض يذهب لأبعد من ذلك، فيصاب بأمراض نفسية، تقوده في نهاية المطاف للمرض الجسدي.
جميعنا يعرف ويعلم أن الحياة محملة بالصعوبات والعقبات، وأن مسيرة الإنسان فيها ليست مكسوة بالورود، إنها مسيرة ملتوية ومتعددة الطرق والمخاطر، هذه طبيعة حياتنا.
لا يوجد من قال إنه يمكنك الحصول على القليل بجهد وعمل وعلم متواضع، ولم يقل أحد أن الجميع يولدون بخبرات ومعارف، بل إن هناك إجماعاً تاماً على الخبرة، وأنها تراكمية، تتزود بها في كل محطة، وفي كل يوم، ومن خلال كل موقف يمر بك، هو درس نتعلمه ونستفيد منه.
يقول المؤلف الأمريكي المعاصر، نورمان فنسنت بيل: «دائماً قف وواجه عقباتك بثبات، عندها ستدرك أنها لم تكن بتلك العقبات التي ظننت». وهذا بالضبط الذي نحتاجه في حياتنا، ليس مرة، بل كل المرات والأوقات، دون تردد أو تأجيل، نحتاج تعلم الوقوف أمام العقبات، وتجاوز العقبات والصعوبات والآلام داخل نفوسنا، كم من أناس سمعنا قصص إصابتهم بأمراض مستعصية، عجز الطب عن شفائها، وأنهم كانوا متفائلين راضين بقضاء الله وقدره، فوجدوا الشفاء والصحة، كم سمعنا بقصص عن أناس دمرهم الرهاب من الوقوع في الأمراض، لدرجة أنهم جلبوها لأنفسهم. تفاءلوا وامضوا في حياتكم بثبات، وستتحقق جميع أهدافكم.