بات من نافل القول الإِشارة إلى أن الإمارات دولة تقوم على أساس النهج الإنساني والخيري، فهذا عنوان تشهد له دول العالم قاطبة، ولكن ما تؤكده الدولة بأفعالها كل يوم أن هذا النهج، الذي يعتبر مرتكزاً رئيسياً في سياستها، هو محرك يجعل منها أسرع الدول استجابة لمد يد العون للشقيق والصديق بالغوث والنجدة، والمساعدة في أوقات المحن.
الجسر الجوي الذي أمر به رئيس الدولة لإغاثة الأشقاء في السودان، والمساعدات التي وجه بها لباكستان، وهي مساعدات تضم آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإيوائية لنجدة المتضررين من الفيضانات والسيول في كلا البلدين، هذه المساعدات تؤكد مجدداً، من خلال سرعة التوجيه بها وإيصالها وحجمها، أن الإمارات تضع العطاء ومد اليد بالخير لشعوب العالم أجمع من دون تمييز، كقيمة نبيلة، تميز هويتها، وكأولوية في سياستها الخارجية، وعلاقاتها مع دول وشعوب العالم، فالإنسان وحمايته وإنقاذ حياته وتمكينه ونجدته، لا يمكن أن يتقدم عليه أي شيء في رؤية الإمارات وقيادتها.
مسارعة الإمارات، وبتوجيهات شخصية من قيادتها، بأوامر محمد بن زايد، إلى نجدة السودان وباكستان، وإعلان سموه التضامن الكامل مع شعبيهما في هذه الظروف، فيهما مؤشر واضح على حرص الدولة وقيادتها على سلامة وحياة وعيش الشعبين، اللذين تربط شعب الإمارات بهما علاقات عميقة من الأخوة والصداقة، وهذا الحرص هو نهج دائم في كل الظروف، فهو يتجاوز النجدة والإغاثة في الظروف الصعبة، إلى الدعم المتواصل لتحقيق التنمية المستدامة والتمكين لشعبي البلدين.
من دلائل هذا النهج الدائم في تعامل الدولة مع شعبي البلدين رؤيتها الشمولية، التي تحرص من خلالها على أن يغطي دعمها المتواصل كل المناطق، وهو ما نشهده في وصولها بفرقها ومساعداتها، إلى كل الولايات السودانية، وجميع الأقاليم الباكستانية، وبتقديم كل أنواع الدعم لشعبيهما، لتوفير كل سبل العيش والسلامة والاستقرار لهما.
الوقوف مع السودان وباكستان في كل الظروف والأحوال، كان وسيظل، ضمن اهتمامات قيادة الإمارات، انطلاقاً من الحرص الكبير على ازدهار وتنمية البلدين والشعبين، وتحقيق تطلعاتهما بمستقبل أفضل، وهو موقف ينطلق أيضاً من نهج الإمارات الحضاري الأصيل في تقديمها الغالي والنفيس، من أجل خير الإنسانية، والارتقاء بحياة الإنسان أينما كان، وتمكينه وتنميته وفتح أبواب الأمل أمامه، وليس غريباً في ظل هذا النهج، وهذا الفعل الذي يغيث الملهوف قبل النداء، أن يشار للإمارات بالبنان بأنها الدولة الأكثر سخاء وعطاء، وأنها أرض المحبة والخير للجميع.