الدور الفاعل للإمارات عالمياً، والرسالة النبيلة التي تحملها للبشرية لا يقفان عند ملف واحد، فالتأثير الإيجابي للدولة بات يحمل بصمة واضحة على مختلف جوانب العمل الدولي خصوصاً في القضايا الملحة، وفي صدارتها التغير المناخي، وإيجاد حلول للأزمات العالمية السياسية والاقتصادية.
الحراك المبكر لوفد الإمارات إلى أعمال الدورة الـ 77 من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يلفت إلى أهمية الرسالة، التي تحملها الدولة على عاتقها، وتثابر على خدمتها وتحقيق اختراقات فعلية في نشرها وتبنيها، ومن خلال ما يشير إليه إعلان محمد بن راشد عن رسالة الإمارات، التي أعدها فريق إكسبو دبي، وتم عرضها أمام قادة العالم في الأمم المتحدة، للمساهمة في إنقاذ كوكب الأرض ومستقبله، يتأكد إدراك الإمارات المتقدم لأهمية هذا الملف، الذي تعتبره المعركة الحاسمة والأكثر إلحاحاً للبشرية في المرحلة المقبلة.
رسالة الدولة في الأمم المتحدة المحفزة على اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإعلانها أمس في نيويورك عن تأسيس «مشروع مُسرعات العمل لتفادي التغير المناخي» لدفع التزامها بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 يجسدان حرصاً ثابتاً، بالمساهمة في تعزيز التعاون لما فيه مصلحة الناس والكوكب، ويقدمان مثالاً واقعياً على ما يمكن تحقيقه بالالتزام المشترك لصنع المستقبل الأفضل، ونموذجاً يحتذى عبر نهج الإمارات في بناء الشراكات الدولية، لتحقيق الخير للجميع، والقدرة على إحداث أثر إيجابي من ذلك كله.
في نيويورك كان الحراك الإماراتي حاضراً في كل القضايا المهمة، بحوارات ثنائية وجماعية مع الدول والمجموعات الدولية المؤثرة، وخصوصاً العمل المشترك لتجنب آثار الأزمات العالمية، وتعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، وإيجاد الحلول اللازمة لتسريع التنمية والازدهار في المجتمعات، وكذلك الملفات التي تشكل أهمية عاجلة، ولها تأثير مباشر على مختلف المجتمعات في الوقت الراهن مثل الطاقة والغذاء، وأهمية تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية، ما يؤكد أن الإمارات قطب مهم ووازن دولياً في جميع هذه القضايا، لثقلها السياسي والاقتصادي، ودورها المحوري التي تعكسه دبلوماسيتها الإيجابية النشيطة والقوية، وشراكتها الشاملة التي تربطها بأهم دول الشرق والغرب، والتي توظفها جميعاً في خدمة الإنسانية والسلام والتقدم الحضاري.
الدور الأممي للإمارات يتضاعف، برسالة نبيلة ومصداقية عالية، وشهادة عالمية تحمل في طياتها ثقة كاملة بجهود الدولة في دعم المجتمع الدولي، لتسريع إيجاد حلول ناجحة وحاسمة للقضايا الملحة، وهي ثقة تستثمرها الدولة بإخلاص في دعواتها لتوحيد العالم على عمل جماعي وتكاتف لخير الإنسانية.