تقود الزيارة التاريخية المهمة التي يقوم بها محمد بن زايد إلى الأهل والعضد والسند في عُمان الشقيقة والحبيبة، وقمة سموه مع هيثم بن طارق، تحولاً استراتيجياً كبيراً في علاقات البلدين المتجذرة، نحو تحقيق قفزات نوعية في التعاون والتكامل في شتى المجالات والقطاعات، خصوصاً مع التوجهات الاستراتيجية، التي تلتقي فيها قيادتا البلدين على أولوية التنمية وتعزيز أسس الاقتصاد، وتحقيق نقلات نهضوية جديدة لخير الشعبين الشقيقين.
الإمارات وعُمان، الشقيقتان اللتان تربطهما أخوة فريدة واستثنائية مثلت على الدوام نموذجاً لا يضاهى لأقوى روابط الجوار، تنطلقان اليوم، من خلال هذه القمة، نحو منعطف جديد في العلاقات التي يصدق فيها وصف محمد بن زايد بأنها علاقات تمتد في نسيج اجتماعي وثقافي واحد، وتستند إلى أواصر الأخوة العميقة والجيرة الطيبة والتداخل العائلي والأسري، بجانب قاعدة كبيرة ومتنوعة وثرية من المصالح المشتركة، وما كان أكده سابقاً أيضاً بقوله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة، وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة»، فهي زيارة تصادق على القول بالفعل، لتمضي بهذه الأخوة والمحبة إلى مستوى جديد من التكامل وتنسيق المواقف لتسريع ومضاعفة ازدهار ورخاء الشعبين.
خصوصية العلاقة والأخوة الراسخة بين الشقيقتين تظهر واضحة في حجم الحفاوة الرسمية والشعبية بزيارة محمد بن زايد، والتي عكست محبة يفوق وصفها الكلمات، في مشهد مهيب قلّ أن نرى مثيله مع اصطفاف الحشود في ترحيب كبير بمحمد بن زايد، وابتهاج شعبي يترجم ما تحمله القلوب من مشاعر الأخوة التي يتبادلها الشعبان في فخر واعتزاز بالجوار والقربى.
رؤية مستقبلية مختلفة لعمق العلاقات وقوتها يرسخها هذا اللقاء التاريخي بين قائدي البلدين، والأخوة الوثيقة التي تجمعهما، وخصوصاً عبر النهوض بتعاون أوسع في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، والتي تحظى بقاعدة كبيرة ومتنوعة تسعى القيادتان بإرادة سياسية صلبة إلى توسيعها والبناء عليها وتنميتها واستثمار المقومات والفرص المتوفرة في البلدين.
من المكتسبات الكبرى لهذه الزيارة التاريخية أنها تدفع بالعمل المشترك بين القيادتين خلال هذه المرحلة المهمة عالمياً، من أجل تعزيز أسس السلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا لمصلحة شعوبها وتطلعاتها نحو التنمية والرخاء.
عقود مضت من القفزات في التعاون والعمل المشترك والتنسيق المتواصل في المواقف برهنت على قوة إرادة البلدين في الوصول إلى أعلى درجات التكامل، وما أشبه اليوم بالبارحة، فهذه الزيارة تعود بنا في الذاكرة إلى الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عُمان في 1991، والعلاقة الأخوية الاستثنائية التي جمعته مع السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، والتي انطلقت بعلاقات البلدين نحو مراحل قياسية من التعاون.
القاعدة صلبة وثرية والإرادة قوية والمستوى الذي وصلت إليه العلاقات يرفع من حجم الطموحات عند الشقيقين، ليعملا معاً يداً بيد في بناء أسس راسخة للمستقبل المشترك.