أيام قلائل تفصلنا عن بدء السنة الدراسية، ومشكل كبير يعانيه البعض مع الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة التي يقترب بعضها من الأرقام الخيالية، وتتضاعف هذه المشكلة مع أسر الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز المعاقين التي بلغت رسومها هذا العام لطفل «متلازمة داون» على سبيل المثال 65000 درهم، أما تقييم الطفل فقط فتبلغ رسومه 1600 درهم.

يتساءل الأهالي؛ هل يعقل أن تكون هذه رسوم طفل لا يتجاوز عمره 5 سنوات من ذوي «متلازمة داون»، يمشي ويلعب وإعاقته هي عدم النطق وتشتت ذهني؟ ويتساءلون في قلق أين نذهب بأبنائنا؟ هل نتركهم في البيت أم نستسلم للجشع الذي طال حتى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتتراكم علينا الأعباء المادية؟ وأيضاً يتساءلون عن دور وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية في مراقبة هذه المراكز الخاصة، ولماذا لا تستوعب مراكز الحكومة هؤلاء الطلبة، وإن كانت برسوم، لأنها قطعاً ستكون مدروسة ورحيمة بهذه الأسر التي تعاني مر إصابة أبنائها بالإعاقة ومن هذه الرسوم المرهقة؟!

ما تشكوه هذه الأسر كثير، والإعاقة لا تميز بين أسر ثرية أو ميسورة حتى تصيب أطفالها، بل هناك أسر بالكاد تستطيع أن تفي باحتياجاتها الحياتية وفق دخلها الشهري المتواضع، ولديها أطفال معاقون، وبحاجة إلى أضعاف دخلها الشهري حتى تتمكن من العناية بهم وإلحاقهم بمركز يطور مهاراتهم، ويسعفهم ليتمكنوا من الاندماج في المدارس مع سائر الطلبة.

هؤلاء بحاجة لمساعدتهم على رعاية أبنائهم المعاقين، من خلال إنشاء مراكز متخصصة ومجهزة وكوادر مؤهلة تشرف على رعايتهم وتربيتهم وتعليمهم، وأن يكون الاهتمام بهم نابعاً من القناعة بحقهم في العيش الكريم والرعاية الاجتماعية والتعليم، لا اهتماماً موسمياً شكلياً، كلما مرت مناسبة أو دعت الحاجة لذلك.. أو على الأقل تحمل جزء من هذه الرسوم تخفيفاً عن كاهل الأسر المحتاجة، فلا تجد نفسها بين أمرين مرّين؛ مر العجز عن مساعدة أبنائها لتلقي العلم، ومر الوقوع بين براثن الدين والاقتراض من أجل سداد رسوم ثقيلة، لا تلبث أن تنتهي منها لتجد نفسها مطالبة بدفع المزيد في السنة التالية.

مطالب هذه الأسر، وهي بسيطة في دولة ترعى الكبير والصغير، نتمنى أن تجد من يصغي لها ويخفف عنها.