في الطرقات وبالقرب من المساجد وفي الأحياء السكنية بمختلف مساحاتها، تلوح لك من بعيد أو قريب، خيام بيضاء كبيرة الحجم أقامتها جهات خيرية عدة في كل إمارة، تستقبل كل يوم آلاف البشر لتقديم وجبات رمضانية متكاملة للصائمين وغيرهم، الجميع سواء ومن مختلف الجنسيات والديانات والمذاهب على الرحب والسعة.. وجبته مؤمّنة، وله ما يشاء من مزيد يأخذه معه، خيام تستحق عن جدارة أن تكون خيام الخير في بلد الخير في بيت الجميع... الإمارات.
مشهد الخيام المكيفة بكل مرافقها وهي منتشرة في كل مكان يدعو للفخر في بلد لا يبيت فيه جائع، ولا يكون بين أهله مغبون، سنّة طيبة تتنافس عليها الجمعيات الخيرية في تقديم الخير وإطعام الناس، مشهد ينطق بالخير في كل زواياه، وتتجسد فيه معاني التكافل والتعاضد والحرص على إشاعة السعادة بين الناس.
مثل هذه الخيام الكبيرة تنتشر كذلك على الطرف الآخر خيام صغيرة تتبع الأسر وبالأصح خيام الشباب، وهذه أيضاً تؤدي أدواراً اجتماعية مهمة في استقبال أهالي الحي والأصدقاء لتحيي بذلك عادة جميلة عرفتها الأحياء السكنية قديماً، وبالطبع إطعام الصائمين والمارة.
عادات جميلة تجوب الفرجان والطرقات، تزدان بها نهارات الشهر الفضيل، وتجمل لياليه بما يفيض من النفوس قبل الأيادي حباً وجوداً وكرماً، وسعياً إلى الخير.
حالة ربما تكون الأكثر خصوصية لمجتمعنا بين سائر المجتمعات تجمع الغني والفقير على مائدة واحدة، يجد فيها من كان في حاجة إلى العون والسند حاجته من غير سؤال أو منّة.
مجتمع تسوده الرحمة وتكبر فيه القلوب لتتسع لآلاف من البشر في سباق نحو فعل الخير، تعتبر الخيام الرمضانية العامرة وجهاً من تلك الأوجه التي تكبر عاماً بعد عام، تزداد و لا تقل، تنتشر بين الناس، تجعل المسكين والفقير وعابر السبيل مطمئناً على قوته.