عدم فوز جزيرة «بوطينة» في مسابقة عجائب الطبيعة السبع عام 2011، لا يقلل أبداً من سحر وجاذبية هذه الجزيرة التي تشع جمالاً بمياهها الزرقاء الصافية وشواطئها الرملية والكائنات البحرية المهددة بالانقراض التي وجدت فيها ملاذاً آمناً.
فهذه الجزيرة الواقعة على الشواطئ الغربية للبلاد، وتحديدا على بعد 150 كيلو متراً غرب مدينة أبوظبي هي جزء رئيسي من محمية مروج للمحيط الحيوي البحري التي اختارتها اليونسكو كأول محمية محيط حيوي بحري في المنطقة، أدرجت أخيراً من قبل سكرتارية مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي كأحد المواقع المهمة للسلاحف البحرية لتنضم للمواقع الشهيرة المعترف بها عالمياً.
اختيار يتوج جهوداً كبيرة تبذلها السلطات في الدولة وتحديدا وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة في أبوظبي في مجال المحافظة على البيئة والحياة الفطرية والتنوع البيولوجي لإبراز أهمية جزيرة بوطينة عالمياً التي تضم أنواعاً من السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، وإدراج مياه جزيرة بوطينة الضحلة رسمياً ضمن الشبكة العالمية، يؤكد أهمية هذه المنطقة للتنوع البيولوجي محلياً وعالمياً، وأهميتها كموقع لتغذية وتعشيش الأنواع النادرة من الطيور، اختيار لم يأت من فراغ بل بناء على 18 معياراً من معايير التقييم ضمن 4 فئات في عملية تقييم صارمة نالتها بوطينة عن جدارة واستحقاق، وهي واحدة من بين 10 مواقع فقط ضمن 9 دول عبر المحيط الهندي التي تتلقى هذا التقدير المميز.
بوطينة التي تعد ملاذاً للكائنات والنباتات البحرية حيث تحتضن أحد أفضل مجموعات أبقار البحر التي تقضي يومها في مروج الأعشاب البحرية، تتميز بالشعاب المرجانية التي تضفي جمالاً وروعة على هذه البيئة البحرية، أكثر من ذلك فالجزيرة موطن أنواع السلاحف الأكثر عرضة للخطر والمهددة بالانقراض تجد في مياهها فرصاً للتكاثر والتغذية.
الطيور أيضاً ساهمت في جعل جزيرة بوطينة خلابة فاتخذتها بعض الأنواع ملاذاً شتوياً لها وأخرى تستوطنها على مدار السنة وثالثة تفد إليها في موسم الهجرة، فالجميع في نهاية المطاف على الرحب والسعة فيها، يتغذى على ما في أعماقها ويتكاثر في أمن وأمان دون أن يتعرض له أحد، تشاطره العيش بين أشجار القرم بقية الكائنات من الأسماك والقشريات باعتبارها المكان الأفضل للتفريخ والحضانة.
خلف تلك الحياة المزدهرة تمتد أيادٍ معطاء بالحب والمحافظة على كل شيء جميل مع إشراقة شمس كل يوم يعلن خلاله سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي عن دعم واهتمام يمنح الكائنات أينما كانت حياة آمنة.