سيحفظ التاريخ بكل فخر رحلة «سولار إمبلس 2» العاملة بالطاقة الشمسية التي حطمت أرقاماً قياسية، بعد أن توجت جولتها حول العالم التي استمرت 16 شهراً، قطعت خلالها 42 ألف كيلومتر تقريباً مقسمة على 17 مرحلة وهبطت بسلام وفخر في مطار البطين في أبوظبي، أول من أمس.
رحلة روجت للطاقة المتجددة وأثبتت أنه من السهل استخدامها في مجال آخر غير المجالات التقليدية وهو مجال الطيران، بعد أن حققت إنجازات جديدة، منها تحطيم الرقم السابق وتسجيل رقم قياسي لأطول رحلة طيران لمدة 118 ساعة بين اليابان وهاواي، في أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي في رحلة بين نيويورك وإشبيلية، تأكيداً على تحقيق المستحيل.
فخر عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يؤكد أن صفحة مشرقة من الابتكار قد سطّرت بنجاح رحلة «سولار إمبلس 2» التاريخية حول العالم، بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وأن وصولها إلى نقطة النهاية في أبوظبي هي البداية التي لن تتوقف أبداً على طريق الإنجاز.
أكثر من ذلك، فإن نجاح هذه الرحلة التاريخية نقل رسالة أبوظبي إلى العالم، بضرورة الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة، والتشجيع على الابتكار فيها، وهو ما سبقت إليه الإمارات قبل غيرها من كثير من الدول المتقدمة، لترسيخ مكانتها في الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة في مجالات مبتكرة لم يعهدها العالم، الطيران واحد من أهمها، وتمد يديها لكل من يسعى إلى ذلك، وكل من يرغب في التحليق في فضاءات رحبة تتسع لكل المبدعين والمبتكرين، من أجل حياة أفضل للأجيال دون أي قلق أو خشية نضوب مصادر الطاقة التقليدية.
الاستعداد لتوديع آخر برميل نفط قرار اتخذته الإمارات بكل ثقة، وها هي ماضية نحو البدائل، وهي كثيرة في عالم يلتفت إلى العقول المبتكرة والسواعد التي تعمل بلا توقف، تستلهم قوتها من إرادة لا تعرف المستحيل.