يعتبر الـ28 من أغسطس تاريخاً فارقاً بامتياز في حياة المرأة الإماراتية، ففي هذا اليوم من عام 1975 تشكل لها كيان اجتماعي عبر الاتحاد النسائي العام، المؤسسة النسائية الرائدة التي أخذت بيدها من خلال العمل النسائي الكبير الذي قادته «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وبمتابعة حثيثة من باني البلاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجزاه عن البلاد والعباد الخير كله، لتنطلق مع مسيرة بناء الدولة رحلة أخرى قوامها بناء الإنسان.
وحيث إن القيادة السياسية آمنت منذ البدايات بالمرأة، ليس كونها نصف المجتمع كما هو حال المرأة في بقية المجتمعات، بل الجزء المنتج والمعطي منه، دفعتها إلى الأمام ودعمتها بقوة حتى أصبح لها الشأن الكبير ليس على المستوى المحلي بل في المنطقة وفي العالم كله.
هذا اليوم المبارك لم يكن يوماً ومضى في حال سبيله، بل أصبح علامة مميزة، اختير أن يكون يوماً للمرأة الإماراتية، خصص في دورته الأولى العام الماضي للإماراتية التي أظهرت قدرة فائقة ونجحت نجاحاً باهراً، وأثبتت قدرة المرأة هنا على العطاء في كل المجالات، فكان الاحتفاء بالمنضوية في صفوف القوات المسلحة، تقديراً وتثميناً لدورها البطولي وتضحياتها وشجاعتها.
وحيث إن عطاء المرأة الإماراتية ليس له حدود، وأثبتت جدارتها في مختلف التخصصات، ونجحت في ما أوكل إليها من المهام، فإن المناسبة المقبلة التي ستصادف الـ28 من هذا الشهر، هي مناسبة للمرأة بشكل عام، وإن خصص لمجال معين.
فهي مبدعة في تلقي العلوم المختلفة، ومبدعة في أي وظيفة تعمل فيها وأي منصب تتقلده، مبتكرة وملهمة، عطاؤها مصدر فخر واعتزاز وهي تبذل الغالي والنفيس، وتقدم أعز ما لديها فداء للوطن، بل ومستعدة لتقديم المزيد، إنها تبهر العالم.
بالأمس توافدت دفعة من طالبات المدارس متأسيات بأمهاتهن على معسكر التدريب للمشاركة في دورة صيفية عسكرية نظمتها الإدارة العامة للقوات المسلحة لصغيرات تحمسن للحياة العسكرية، تركن برغبتهن وإرادتهن الحياة المدنية، ودخلن المعسكر بلا هواتف ولا ما اعتدن عليه من الترف والرفاهية، ذهبن حباً لتراب الوطن، لعيش تجربة جديدة يعربن من خلالها عن الشكر والتقدير لقيادة ترى فيهن مستقبل الوطن وغده.